عادت منذ يومين الاحتجاجات مجددا إلى بعض بلديات ولاية قسنطينة، بعد الإعلان عن قوائم السكن الريفي في بلديتي بني حميدان وحامة بوزيان، أين وقف المواطنون على تلاعبات خطيرة، ويكفي أن أمواتا ومستفيدين سابقين وأثرياء وغرباء عن بلدية بني حميدان تضمنتهم القائمة، كما أن هناك حديثا عن منح إعانات لغير مستحقيها بحامة بوزيان. وببلدية بني حميدان الواقعة غرب مدينة قسنطينة، منع عشرات المواطنين الموظفين من الدخول إلى البلدية، قبل أن يقوموا بطرد رئيس المجلس الشعبي البلدي “لمين بوشارب” وكذا رئيس دائرة زيغود، متهمين إياهما بالتلاعب في إعداد قائمة المستفيدين من إعانات السكن الريفي، والأخطر من ذلك، هو تسجيل فضيحة بوجود 7 أموات وعدد من المستفيدين السابقين وغرباء عن البلدية ضمن القائمة. وأكد عدد من المحتجين أن 50 بالمائة من المستفيدين يقيمون خارح محيط البلدية في الوقت الذي حرمت فيه عائلات فقيرة ومعوزة تستحق الدعم من العملية، كما قدموا قائمة من 15 مستفيدا من قرية الحويمة 10 منهم لا يقيمون هناك. وواصل أمس المحتجون غلق البلدية، حيث سجل اعتصام أمام مدخلها قبل أن يتفرق عشرات المحتجين في حدود العاشرة صباحا، الأمر الذي أدى إلى اعتراف رئيس البلدية الذي مازال يفضل عدم الظهور كثيرا، بأن هناك بالفعل أخطاء في القائمة التي أعلن عنها والتي تخص 370 مستفيد من أصل 1000 إعانة حازت عليها بني حميدان مؤخرا، كما اعترف بوجود أموات وبعض المستفيدين السابقين في القائمة وأرجع ذلك إلى عدم إجراء الدراسة جيدا، واعدا بإعادة النظر في القائمة. وبحامة بوزيان التي شهدت الأشهر القليلة الماضية حركة احتجاجية غير مسبوقة واعتصام لأيام أمام مدخل البلدية للمطالبة برحيل رئيس المجلس الشعبي البلدي “فيلالي”، وكل أعضاء المجلس، تعرف هذه الأيام حالة غليان بسبب السكن الريفي، حيث فضل حسب مواطنين مسؤولو البلدية العمل في الخفاء رافضين نشر القائمة، وهو ما ترك الباب مفتوحا على مصراعيه للتأويلات. وبعد تأكد منح سكنات لمواطنين دون غيرهم من طالبي الاستفادة من السكن الريفي، فضل الكثير من المعنيين التوافد أمس بالعشرات حتى لا نقول المئات صوب البلدية لمقابلة “المير” ما خلق أجواء من الفوضى وتسجيل إغماءات داخل مقر البلدية، والمحظوظ من ظفر بمقابلة رئيس المجلس الشعبي، كما وقفنا عليه بعين المكان، وتحدث مواطنون عن تسجيل استفادات لمقيمين خارج محيط بلدية حامة بوزيان. وفي اتصال برئيس المجلس الشعبي البلدي بحامة بوزيان، نفى نفيا قاطعا منح إعانات لغير المقيمين بالبلدية، مبرزا في سياق حديثه أن القوائم لا تنشر وأن هناك عملا ينجز في شفافية تامة مع رؤساء لجان الأحياء، مشيرا إلى أنه استقبل صباح أمس أزيد من 200 مواطن، والغريب حسبه أن هناك بعض المستفيدين أعربوا عن عدم قدرتهم على البناء، وهم مستعدون للتنازل عن استفادتهم، مطالبين بمنحهم سكنات جاهزة.