قتل، فجر أمس، ثلاثة أشخاص وجرح أكثر من 15 آخرين، إثر قيام طيران الناتو، بقصف مبنى التلفزيون الحكومي الليبي، في العاصمة طرابلس. طالب خالد بازيليا، مدير القناة الليبية الناطقة باللغة الإنجليزية، في ندوة صحفية، أمس، الهيئات الدولية والمنظمات الإنسانية بالتدخل لوقف هذا الاعتداء الصارخ من طرف حلف شمال الأطلسي؛ تحت غطاء حماية المدنيين، مؤكدا في حديثه ل”الفجر”، أنها ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها مبنى التلفزيون الليبي، حيث تعرض للقصف في نهاية أفريل الماضي، على أعقاب بث القذافي خطابًا متلفزا اتهم فيه التحالف الدولي بقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية للبلاد”. وقال الدكتور يوسف شكير، وهو أبرز الوجوه التلفزيونية الحالية بقناة الجماهيرية، ومقدم برنامج ”عشم الوطن”، قال في حديث ل ”الفجر” إن ”قصف فجر أمس شبيه بالقصف الذي حدث قبل سنوات على مبنى إذاعة سراييفو”، مؤكدا أن ”هذا العدوان من الناتو لن يؤثر على سيرورة المعركة الإعلامية التي يدافع من خلالها الليبية ضد الحرب الإعلامية الضخمة التي يقودها الغرب وبعض العرب على ليبيا القذافي”. في السياق، نقلت تقارير إعلامية، أمس، عن حلف الأطلسي قوله إن ”تلك الغارات استهدفت أهدافًا عسكرية تابعة لنظام العقيد معمر القذافي”، وفي بيان أصدره حلف شمال الأطلسي، فجر أمس قال إنه شن ”غارات جوية على ثلاثة مراكز للإرسال الفضائي تابعة للتلفزيون الليبي، بهدف منع العقيد القذافي من استخدامها لتخويف شعبه والحض على القيام بأعمال عنف ضده”. ووزع المكتب الصحفي للحلف بيانا عبر تسجيل فيديو تحت عنوان ”حلف شمال الأطلسي يسكت رسائل القذافي الترهيبية”، لكن التلفزيون الرسمي الليبي استمر في البث، وأعاد بث برنامج حواري سياسي من الليلة الماضية في وقت مبكر من صباح أمس. النرويج تلقي آخر صواريخها على طرابلس في سياق متصل، شهدت ”الفجر”، صباح أمس، تحليقا مكثفا لطائرات الناتو في سماء طرابلس، وبالتحديد في محيط باب العزيزية وغابة النصر، حيث سمع دوي انفجارين يفترض أن يكونا نتيجة قصف جوي متواصل منذ ليلة أول أمس، يدخل في إطار ما سمي بعملية ”الحامي الموحّد”، حيث صرح مسؤول في ”ناتو” قبل يومين أن الطائرات النرويجية ستقوم بآخر مهمة قتالية لها في ليبيا أمس السبت، قبل يومين من انتهاء مشاركتها الرسمية في العملية الجوية ضد قوات العقيد القذافي. وأعلنت وزارة الخارجية في بيانها أنها ”قررت الحكومة تمديد المساهمة الجوية للبلاد، مع ما يصل إلى أربع مقاتلات ”أف-16”، حتى الأول من أوت 2011 إلا أن المهمة ستنتهي بعد ذلك التاريخ”. يذكر أن النرويج كانت من أولى الدول التي انضمت إلى العمليات العسكرية ضد ليبيا، وتشارك 8 من دول الحلف ال”28” في الضربات الجوية، وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكندا وبلجيكا والدنمارك والنرويج. ولا يشارك نصف الدول الأعضاء في العمليات، في حين يسهم عدد آخر مثل إسبانيا والبرتغال بشكل محدود من خلال فرض احترام منطقة الحظر الجوي. مبعوث ”الفجر” إلى طرابلس: رشدي رضوان