نجح طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي في احتواء الأزمة التي عصفت بالجيش التركي، بعد تقديم أربعة من كبار القيادات العسكرية التركية لاستقالة جماعية، في محاولة للضغط على أردوغان بعد اعتقاله ل250 ضابطا بتهمة التآمر على حكومته. وبدا أردوغان صامدا أمام هذه ”الهزة” وهو ما تعكسه حركة التنقلات التي أجراها أردوغان في أجهزة الجيش الكبرى عقب إعلان قادتها الاستقالة. بحسب الصحافة التركية الصادرة أمس، فإن أردوغان استطاع احتواء الأزمة بسرعة رغم حساسيتها وخطورتها. إلا أن أردوغان استطاع القيام بحركة تنقلات في المناصب. وعين أردوغان قائد الدرك الجنرال نجدت أوزل رئيسا للأركان بالنيابة بعد استقالة رئيسها الحالي على خلفية خلاف خطير مع الحكومة. كما عين الجنرال أوزل أيضا قائدا لسلاح البر بعد استقالة قائده الحالي أيضا مع قائدي سلاح الجو والبحر، كما ذكرت وكالة أنباء الأناضول التركية نقلا عن مرسوم لرئيس الوزراء والرئيس عبدالله غول. والمنصبان الجديدان اللذان تولاهما الجنرال أوزل يبعثان على الاعتقاد بأنه سيعين قريبا خلفا لرئيس أركان الجيش المستقيل الجنرال إيشيك كوشانر. وأوضح بيان حكومة أردوغان حول الحدث أن الحكومة قبلت استقالات الجنرالات باعتبارها تقاعدا، وأنها ستعقد غدا الإثنين اجتماعها السنوي الثاني لتحديد التعيينات الرئيسية الجدية ولاستعادة تسلسل القيادة. جدير بالذكر أن العلاقة بين الجيش العلماني وحكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها أردوغان توصف بالمتوترة منذ توليه السلطة للمرة الأولى في 2002، بسبب انعدام الثقة في الجذور الإسلامية للحزب، ويتعرض الجيش التركي الذي كان يتعذر المساس به ولا يمكن الالتفاف عليه في الحياة السياسية منذ سنوات، لانتقادات واتهامات منها قضايا تآمر مفترضة بهدف الإطاحة بحكومة أردوغان الذي تعود جذور حزبه، حزب العدالة والتنمية، إلى التيار الإسلامي.