تعكس حالة المعارضة الليبية بعد مقتل القائد العسكري الميداني لها عبد الفتاح يونس، انقسامات حادة في جهودهم للإطاحة بالعقيد الليبي معمر القذافي الذي تؤكد التقارير أنه نجح في إضعاف خط أعدائه. وكشف مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي في آخر تصريحات له أن المعارضة الليبية المسلحة بدأت تنقسم بشكل واضح وقال عبد الجليل في آخر خرجاته الإعلامية، لا بد أن تقوم المعارضة بتوحيد صفوفها في مواجهة نظام القذافي في الوقت الذي تشهد تصدعاً في صفوفهم بعد خمسة أشهر من الانتفاضة على الزعيم الليبي، على إثر اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس القائد العسكري للمجلس الانتقالي”. مشيرا إلى أنه سيبعث برسالة إلى كافة الليبيين في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، يحضهم فيها على تركيز جهودهم على ”المعركة من أجل الحرية”، على حد قوله. يواجه المجلس احتجاجات غاضبة من جانب أبناء قبيلة العبيدي التي ينتمي إليها يونس، فضلاً عن مطالب بالإصلاح من مجموعات كانت في طليعة الثورة التي بدأت في 17 فيفري، ووعد عبد الجليل بسرعة الكشف عن خلفيات مقتل يونس وعن تفاصيل ما جرى. كما وعد بتحقيق جريء في كيفية تعامل ”المجلس الانتقالي” مع الأزمة، وقال: ”لا أحد فوق القانون”. ورغم عدم توافر التفاصيل والتي ما زالت بانتظار التحقيق فيها، فمن المعروف أن عضواً بارزاً في ”المجلس الانتقالي” هو علي العيساوي وقع على أمر القبض على يونس ما أثار اتهامات بأن المجلس ربما ساعد في تسهيل اغتياله من حيث لا يدري. كما تعرض ”وزير دفاع” الثوار جلال الدغيلي وأبرز مساعديه لانتقادات لمواصلتهما جولة خارجية رغم ورود أنباء اعتقال يونس. وأعلن ”المجلس الوطني الانتقالي” أمس أنه أطلق برنامج دعم اقتصادي في منطقة جبل نفوسة، غرب البلاد، سيوزع خلاله نحو عشرة ملايين دولار على العائلات. وجاء في بيان وزع في بنغازي أن ”المجلس، من خلال آلية تمويل موقتة ضمن 14 مليون دينار (عشرة ملايين دولار) لبرنامج دعم العائلات”. وأوضح أن ”هذا البرنامج ينص على توزيع تلك الأموال مباشرة على عائلات جبل نفوسة خلال شهر رمضان كي تتمكن من اقتناء المواد الأساسية ومساعدة النازحين على العودة إلى ديارهم. من جانب آخر، قال منسق المجلس الوطني الليبي في لندن جمعة القماطي أنه تم اكتشاف خلايا نائمة موالية للقذافي في بنغازي وأن عناصر من ضمنها ربما تكون وراء عملية اغتيال القائد العسكري في المجلس اللواء عبد الفتاح يونس الأسبوع الماضي. وأضاف القماطي أنه تم القبض على كل أعضاء الخلية التي طلق على نفسها اسم ”نداء ليبيا” مشيرا إلى أنها ليست كلها موالية للقذافي ولكن تم اختراقها. وعلق الخبراء والمراقبين للمشهد الليبي، على حالة المجلس الانتقالي الليبي واصفين إياها بالمشتتة والعاجزة في شق كبير في الإطاحة بالقذافي، ويقول المراقبين أن حالة الانقسام البارزة في المجلس الانتقالي الليبي رغم أنه تمكن من خطف بعض الاعترافات الدولية، إلا أن جهوده لا تضمن قيادة ليبيا ما بعد القذافي.