''الجماعة الليبية المقاتلة'' وراء مقتل عبد الفتاح يونس رغم نفي رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبد الجليل، ضلوع تنظيم القاعدة في مقتل اللواء عبد الفتاح يونس، رئيس هيئة الأركان العامة ل''جيش تحرير ليبيا الحرة'' التابع للمعارضة المسلحة المناوئة لنظام العقيد معمر القذافي، واتهامه للأخير باغتياله، إلا أن تصريحاته بخصوص ملابسات مقتل يونس تشير إلى أن من أقدم على العملية هو أحد عناصر الجماعة الليبية المقاتلة. كشف مصطفى عبد الجليل، في مؤتمر صحفي عقده، مساء أول أمس، ببنغازي، بأن ''الشخص محل الاعتقال هو رئيس الكتيبة التي كان يونس تحت عنايتها''، مشيرا إلى أن القاتل هو قائد مجموعة مسلحة. من جانبه أعلن علي الترهوني، العضو المكلف بالقضايا الاقتصادية في المجلس الوطني الانتقالي، أن ''زعيم العصابة في السجن''. وأوضح أنه ما زال البحث جاريا عن عناصر أخرى من مرتكبي الجريمة، وأن دوافعهم غير واضحة. وقال: ''لا نعلم لحساب من يعملون''، مشيرا إلى أنهم من عناصر كتيبة ''أبو عبيدة بن الجراح''. وتصب هذه التصريحات في نفس الاتجاه الذي ذهبت إليه جريدة ''الشرق الوسط'' في تقريرها، أول أمس، حول ظروف وملابسات مقتل عبد الفتاح يونس، انطلاقا من تصريح أدلا به لها من وصفته بالمصدر الرفيع بالمجلس الانتقالي، والذي جاء فيه بأن ''عنصرا من الجماعة المقاتلة هو من أقدم على اقتحام المكان الذي كان يوجد فيه يونس ورفيقاه وقتلهم بسلاحه الرشاش''. ونفى عبد الجليل أن تكون كتيبة 17 فيفري، المكونة من مدنيين يؤطرهم عسكريون، هي من نفذت عملية الاغتيال. لكنه لم ينف، عندما سئل عما إذا كانت كتيبة ''أبو عبيدة الجراح''، المكونة من مسجونين سابقين في سجن أبو سليم والمنتمين إلى الجماعة الليبية المقاتلة ويحملون ضغينة كبيرة ليونس، بحكم أنه كان وزيرا للداخلية، هي من قتلته، وأكد بأن التحقيق سيكشف عمن يقف وراء مقتل يونس. وبعد ثلاثة أيام من مقتل يونس وما خلفه ذلك من زعزعة الثقة داخل صفوف المعارضة، خاصة من قبل حلفائهم الغربيين، ذكرت تقارير إعلامية أن اشتباكات عنيفة وقعت ببنغازي بين قوات المعارضة ومجموعة مسلحة موالية لنظام القذافي، يشتبه أنها كانت وراء فرار حوالي 300 عسكري من قوات الجيش الليبي من سجن في المدينة، فجر الجمعة الماضي. وقال محمود شمام، المتحدث باسم المعارضة، في تصريح صحفي في بنغازي، إن الاشتباكات اندلعت حين هاجمت قوات المعارضة ''ميليشيا ساعدت نحو 300 من الموالين للقذافي في الهروب من سجن يوم الجمعة''. وقال شمام إن أربعة من مقاتلي المعارضة على الأقل قتلوا في الاشتباكات التي استخدمت فيها القذائف الصاروخية والأسلحة الآلية. وأضاف أنه في الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي تمت السيطرة على الثكنات، وسلم 30 رجلا أنفسهم، وصادرت المعارضة سلاحهم. ووصف شمام هؤلاء بأنهم طابور خامس، ما يعكس المخاوف المتزايدة بين المعارضة من أن يكون الموالون للقذافي اخترقوا صفوفها. وأعلنت المعارضة أنه سيطرت، أمس، على قرية الجوش في جبل نفوسة غربي ليبيا، وفق وكالة الأنباء الفرنسية. وصرح جمعة إبراهيم، الناطق العسكري باسم المعارضة: ''سيطرنا على الجوش هذا الصباح والآن نزحف نحو الغرب، إننا نقاتل من أجل السيطرة على تيجي''، البلدة التي تقع أيضا على طريق السهل. على صعيد آخر، أكد نائب أمين الخارجية الليبي، خالد كعيم، أمس، وجود اتصالات بين حكومة القذافي وأعضاء في المجلس الوطني الانتقالي. وقال كعيم، خلال مؤتمر صحافي: ''هناك اتصالات مع مدير المكتب التنفيذي للمجلس، محمود جبريل، ومع مسؤول الخارجية بالمجلس، علي العيساوي، ومع رجل الدين الليبي وعضو بالمجلس، علي الصلابي وآخرين''. وأضاف: ''هناك آخرون حاولوا، خلال الأسابيع الماضية، الاتصال برئيس الوزراء أو بوزراء آخرين''. فيما نفى وجود أي اتصالات سابقة مع عبد الفتاح يونس.