تمكنت الأجهزة الأمنية من ضمان أول أسبوع من رمضان الفضيل دون تسجيل عمليات اعتدائية تفسد على الجزائريين صيامهم، وتمكنت من حشر العناصر الإرهابية في الجبال ومحاربتهم في معاقلهم حرصا منهم على منعهم من الاستقرار الذي يمكنهم من التخطيط لأعمال إرهابية دخلت العملية العسكرية التي قادتها قوات الجيش الوطني بعدة مناطق من الوطن أسبوعها الثالث، بالتزامن مع شهر رمضان الفضيل، نجحت فيها في فرض طوق أمني شديد الصرامة منع على الجماعات الإرهابية المسلحة تنفيذ مخططاتها وحرمتها من حرية التحرك بعدما بلغت معاقلها ودمرت مخابئها وجعلتها تفتش عن ملاجئ آمنة تسمح لها بالاسترجاع، حيث تمكنت الأجهزة الأمنية في ظرف ثلاثة أسابيع من إضعاف شوكة الإرهاب وتقليص خطره بعدما بلغت معاقل الجماعات الإرهابية في جبال منطقة القبائل وصولا إلى جبال البويرة شرقا، جيجل وبجاية والتي أضحت ملاجئ جديدة لها تنفس فيها عن نفسها خاصة وأن العناصر الإرهابية طالها الارتباك وأضحت تبحث عن وسيلة تمكنها من الاستقرار، إذ حرصت قوات الجيش على منعها من ذلك للحيلولة دون إمكانية كسب الوقت للتخطيط لأعمال إرهابية، ونجحت في تشتيت صفهم وتفريقهم عن بعضهم البعض، بل وتمكنت من القضاء على عدد منهم وجرح آخرين، ودمرت مشفاهم التي تعودوا اللجوء إليها في حالات التعرض لقصف قوات الجيش. وأسفرت عمليات القصف التي لاتزال متواصلة في عملية عسكرية، وصفت بأنها بالغة الأهمية، بحكم أنها تتزامن والوقت المفضل للإرهابيين لتنفيذ جرائمهم اعتقادا منهم أنهم ينالون ثوابا أكبر وأن رمضان فرصتهم لكسب أجر أكبر. وكانت مصالح الأمن قد قضت نهار الأربعاء على إرهابي على مستوى منطقة ميزرانة الحدودية بين بومرداس وتيزي وزو واسترجعت سلاحه من نوع كلاشينكوف، كما تمكنت فيه من إصابة اثنين آخرين بجروح لاتزال تقتفي أثرهما، ويكون الإرهابي المقضي عليه ينتمي على الأرجح إلى جند الأنصار بإمارة “أرزوني محمد” المدعو الفرماش والمتورط في جملة من الاعتداءات التي مست مناطق شرق بومرداس وتيزي وزو. وأفادت بعض المصادر أنه تم ترقيته من قبل الإرهابي عبد المالك دروكدال لتزعم المنطقة الثانية التي كانت دون أمير منذ العملية النوعية التي قادتها الأجهزة الأمنية والتي أدت إلى القضاء على “عبد المومن رشيد”، المدعو يونس أبو حذيفة، الذراع الأيمن لأمير التنظيم المسلح في الجزائر على مستوى منطقة تادمايت. كما أسفرت هذه العملية العسكرية على مستوى عدة مناطق من الوطن بالتركيز على المواقع المشبوهة كأعالي جبال منطقة القبائل والمحيطة بها كبجاية والبويرة في أسبوعها الثالث عن القضاء على إرهابي في منطقة “أحنيف” شرق البويرة والقبض على أخر “بمازر” الواقعة بالمدخل الغربي لتيزي وزو، في حين لاتزال عمليات الملاحقة مستمرة للقضاء على أربعة إرهابيين تمكنوا من الفرار، حيث تمكنت من وضع حد لنشاط إرهابي لاتزال هويته مجهولة وجرح اثنين على مستوى غابة تاملاحت التي كانت فيما مضى معقلا لكتيبة الهدى التي اضمحلت بمجرد تسليم 100 عنصر لأنفسهم في عملية هزت المسلحين الذين كانوا منضوين تحت لواء الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” سنوات التسعينيات، حيث توجهت قوات الجيش إلى المنطقة بعد حصولها على معلومات بتحركات إرهابية على مستوى موقع الغابة التي تلجأ إليها الجماعات المسلحة أثناء التضييق الأمني بمحور بومرداس وتيزي وزو ونصبت لها كمينا محكما أسفر عن القضاء على الإرهابي وجرح مرافقيه، في حين تمكنت من استرجاع سلاحه من نوع كلاشينكوف. من جهة أخرى، ألقت قوات الجيش القبض على إرهابي بغابة “مازر” بعد تجدد الاشتباكات بغابة ميزرانة مع جماعة إرهابية مسلحة حاولت الفرار بمجرد القضاء على المدعو “أحمد.خ”، البالغ من العمر 40 سنة، كما تمكنت من جرح اثنين آخرين، حيث وقع اشتباك عنيف بين الجيش والعناصر المسلحة المنضوية تحت لواء جند الأنصار لأميرها “أزروني محمد” المدعو الفرماش في حدود الساعة العاشرة ليلا، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي، كما تمكنت بعد ملاحقة الإرهابيين الذين فروا من الاشتباك من تدمير كازمة بغابة ميزرانة مصنوعة من القصب عثر بها على مؤونة مؤقتة للجماعات التي أمنتها إلى حين مغادرتها إلى معاقلها مقتصرة على بعض الأغذية والمياه.