نجحت الأجهزة الأمنية خلال السنوات الثلاث الأخيرة في تأمين العاصمة من أية محاولة اعتدائية قد تحاول الجماعات الإرهابية تنفيذها، وتمكنت من فرض طوق أمني محكم صعب الاختراق، عززه نجاح قوات الجيش في منع الاستقرار عن أتباع الإرهابي «درودكال» وملاحقة عناصره في معاقلهم . فرضت الأجهزة الأمنية طوقا اأمنيا محكما منعت من خلاله أتباع الإرهابي «أبو مصعب عبد الودود» من تكرار سيناريو تفجيرات الأربعاء الأسود بتاريخ 11 ديسمبر 2007 بالعاصمة، والتي ذهب ضحيتها أزيد من 40 شخصا، من بينهم 18 من موظفي الأممالمتحدة، ثلاثة منهم أجانب بعدما تم استهداف مقر المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في حيدرة ، ومقر المجلس الدستوري بمنطقة الأبيار، وتمكنت بعد ثلاثة سنوات من التشديد الأمني من تأمين العاصمة ومنع الاعتداءات بها بل وتمكنت من ملاحقة الإرهابيين في معاقلهم خاصة في بومرداس، تيزي وزو، و البويرة، كما تمكنت من القضاء على أبرز عناصرها وتصفية أخطر الكتائب ممثلة في كل من الأنصار والنور والفاروق، ولم يتبق إلا «الأرقم» التي قضي قبل ثلاثة أيام على أميرها «حبيب مراد» في برج منايل .
وحسب متتبعين للشأن الأمني فإن منع الاستقرار عن الفلول الإرهابية التي تنشط خاصة بالوسط عجل بسقوط قادتها وحرمها من فرصة التفكير في تنفيذ عمليات إجرامية لكسب الصدى الإعلامي، واقتصر الأمر على محاولات فاشلة لعمليات انتحارية خارج العاصمة، كانت بمثابة الدليل على عجز منفذيها عن تحقيق أهدافهم الخطيرة، كما ساعدت تصريحات التائبين في القضاء على العناصر الإرهابية ومنع وقوع مجازر خطط لها وتم إجهاضها . وأضافت مصادر أن العمل الاستخباراتي الذي كان يطيح في كل مرة بشبكات الدعم والإسناد كان أكبر نجاح حققته الأجهزة الأمنية، إذ تمكنت من تجفيف منابع التمويل وحرمت الخلايا النائمة من إخطار العناصر الإرهابية بتحركات قوات الأمن، وبذلك جنبت العاصمة جملة من العمليات التي تم التخطيط لها موازاة مع بداية تقهقر تنظيم السلفية بعد توبة العديد من عناصره بعدما اصطدموا بحقيقة الجماعة ووحشيتها، في مقابل الانقسام الذي لاحت بوادره بين الشمال والجنوب سبب خصام الزعامات وحرب القيادة . من جهة أخرى فقد ركزت قوات الأمن، حسب ما تشير إليه مصادر إعلامية، إلى محاصرة نشاط هذه الجماعات عبر شبكة الأنترنت وحرمانها من نشر بياناتها عبر الشبكة. وقد تراجع مؤشر الخطر الإرهابي في الجزائر حسب مؤشر الخطر البريطاني الذي أصدره الشهر الماضي، بكثير عما كان عليه، حيث تم تصنيف الجزائر في المركز ال 36 بعدما احتلت السنة الماضية المركز السابع، في حين احتلمت أمريكا المركز 33 وإسبانيا المركز 27.