يسجل الزواج التقليدي، مؤخرا، عودة قوية في أوساط العائلات الجزائرية، فبعدما كانت الأعراس والحمامات أنسب الأماكن للبحث عن عروس، دخل المسجد إطار المنافسة، ليتحول إلى فضاء جديد للظفر بعروس المستقبل تعتبر عملية البحث عن عروس مهمة جد صعبة توكل في أغلب الأحيان إلى الأم أو الأخت أو إحدى القريبات، وذلك رغبة من الشباب في الاستقرار والارتباط بفتاة ترضى عنها كل العائلة. ومع دخول الشهر الكريم، تتواصل عملية البحث لتتغير الوجهة في هذه المرة إلى المسجد الذي يسجل نسبة عالية من حضور الفتيات تلتقي فيه النساء من أجل أداء صلاة التراويح. البحث عن فتاة ملتزمة على سجادة التراويح بعدما توكل للأم مهمة العثور على كنتها المستقبلية، تجند كل معارفها للبحث عنها وتجوب بعينيها كل مكان تزوره عن أحسن عروس لولدها، ومع دخول الشهر الفضيل ليس هناك مكان أفضل من المسجد يمكنه أن يستقبل الفتيات الملتزمات والمتدينات اللاتي يطمع كل شاب جزائري للظفر بواحدة منهن.. هو رأي الكثير من الأمهات، فالحاجة رتيبة تؤيد هذا الموضوع لتدعم رأيها بمقولة الرسول صلى الله عليه وسلم: “فاظفر بذات الدين تربت يداك”. وعلى هذا الأساس فهي زوجت اثنين من أولادها بهذه الطريقة وتعتزم العثور على الثالثة بنفس الطريقة، في حين انتقدت كثيرا العلاقات التي تربط الشبان والبنات خارج إطار الزواج واعتبرتها فاشلة بكل المقاييس، كما أنها تدرجها ضمن خانة الخروج عن العادات والتقاليد الذي تكون نتائجها بالضرورة سلبية. شبان يفضلون المتدينات في نفس السياق، فإن الكثير من الشباب يؤيدون هذه الفكرة ويعتبرونها جد مناسبة في الوقت الحالي، وعلى حد تعبير كريم.. أصبح من الصعب الحصول على “بنت فاميليا” في أي مكان، ويضيف أنه أوكل إلى والدته مهمة إيجاد عروس مناسبة له. من جهة أخرى، فهو يحب كثيرا أن تكون زوجته ملتزمة وتحرص على صلاتها، ما يجعل من مرتادة الجامع الزوجة المناسبة له. نفس الشيء بالنسبة لعمر الذي كلف أخواته بالبحث عن عروس مناسبة له في المسجد. ولعل أهم الأسباب التي دفعتهم إلى ذلك كونه فرصة لرؤية الكثير من الفتيات الماكثات بالبيت واللاتي لا يخرجن إلى مكان آخر. .. وفتيات متهمات بارتياد المسجد من أجل الظفر بعريس مع دخول الشهر الفضيل يصبح المسجد الوجهة الأولى للكثيرات، فهي فرصة للعبادة وأداء الطاعات. وتعرف المساجد إقبالا منقطع النظير من طرف النساء كونها الفرصة الوحيدة لهن لأداء صلاة الجماعة، ولكن بعد انتشار الخطبة داخل المساجد، أصبح الكثيرون يعتبرون أن الفتيات يقبلن على صلاة الجماعة من أجل الظفر بعريس.. هو ما استنكرته الكثيرات، على غرار جميلة، التي قالت في الموضوع: “لسنا بحاجة إلى شرح سبب ذهابنا للمسجد فهو مخصص للصلاة وأي كلام آخر فهو يعتبر تطاولا علينا وعلى اعتدالنا والتزامنا في عباداتنا وطاعاتنا”. حتى أن إثارة هذه الفكرة أصبحت تزعج الكثيرات وجعلت الكثيرات يقلعن عن الذهاب إلى المسجد، على غرار حورية التي قالت إنها كانت تحب كثيرا أداء صلاة التراويح في المسجد، إلا أن ما أصبحت تسمعه من كلام أزعجها وجعلها تؤديها في البيت لتجنب أي مزايدات كلامية. كما لم تخف البعض منهن رغبتها في الزواج بهذه الطريقة، حيث قالت سلاف: “ولم لا عصفوران بحجر واحد.. العبادة والعريس”..
“الجامع” فضاء لالتقاء النسوة لم ينف الكثيرون فكرة العثور على عروس في المسجد، على اعتبار أنه مكان من بين الأماكن التي من الممكن أن تجتمع فيها النساء والفتيات، ما جعله يأتي في صدارة الفضاءات المناسبة للخطبة، وليس من منطلق أن الفتاة الموجودة في المسجد أحسن من الأخريات، هذا ما تحدثت عنه السيدة فتيحة، التي نفت تماما أن مرتادات المسجد أحسن من غيرهن. في نفس السياق أضافت الحاجة بركة أن المسجد هو المكان الوحيد الذي تتوجه إليه، وعليه هو أنسب مكان تجد فيه البنات. هذا ما دفعها للبحث عن كنة المستقبل في هذا المكان، كما أن الكثير من الفتيات لا يفوتن هذا الموعد، ما يجعل هذا المكان يعج بالكثير من البنات لتسهل عليها عملية الاختيار.