شهدت بلدية اولاد رابح، الواقعة على بعد 80 كلم جنوب شرق الولاية جيجل، إنجازات عدة ساهمت في التخفيف من وطأة العزلة التي فرضت على سكانها، وحسنت من وضعيتهم الإجتماعية بنسبة كبيرة إلا أن هناك مشاكل أخرى ناجمة عن التراكمات الماضية لاتزال تؤرق المواطنين ذات صلة بقطاعات الري والطرقات والتهيئة الحضرية والرياضة، إذ تستلزم دعما عاجلا من قبل السلطات الولائية من خلال برامج السنة القادمة. أوضح رئيس بلدية أولاد رابح ل”الفجر” أن معظم الجهود خلال السنوات الأخيرة قد انصبت على إزالة العزلة عن القرى والمشاتي، حيث تم إنجاز المسلك الرابط بين بوطويل وتامخرت على مسافة 2.5 كلم وكذا المسلك الرابط بين قرايو وتامخرت على مسافة 06 كلم وبغلاف مالي قدره 02 مليار سنتيم. كما تم استلام جسر وادي قرايو بغلاف مالي وصل إلى 10 ملايير سنتيم. وفي إطار المخططات البلدية للتنمية انتهت الأشغال من تعبيد الطريق الرابط بين مشتة المرجة والشيقارة، التابعة إقليميا لولاية ميلة، على مسافة 05 كلم بغلاف مالي بلغ مليار و700 سنتيم، إضافة إلى تعبيد الطريق الرابط بين الطريق البلدي رقم 18 على مسافة 1.6كلم، ناهيك عن تهيئة وتعبيد الطريق الذي يربط مشتة الأربعاء وترعي باينان على مسافة 6.5 كلم وبغلاف مالي ناهز 03 ملايير سنتيم.. أما بخصوص المشاريع المدرجة ضمن عام2010، فقد استفادت البلدية من غلاف هام يقدر ب 05 ملايير سنتيم سيستغل في إنجاز 03 عمليات تتعلق بتعبيد طريق بوشكاب على مسافة 03 كلم بغلاف مالي يصل إلى 03 ملايير سنتيم وتهيئة المسلك الرابط بين بوطويل والمانتاية على مسافة 1.5 كلم بغلاف مالي قدره 1.1 مليار سنتيم، وكذا تزويد مشتة المرجة بالمياه الصالحة للشرب بغلاف مالي قدره 900 مليون سنتيم. وقد تم الإعلان عن المناقصة للمشاريع الثلاثة التي تهدف إلى تخفيف معاناة المواطنين مع التنقل والعطش. وأوضح مصدرنا أن الأشغال ل قد انتهت من إنجاز مكتبة بلدية أقيمت بمشتة المرجة بمبلغ 1.5 مليار سنتيم، وهو الإنجاز الذي سيساهم بلا شك في التخفيف من شدة القحط الثقافي الذي تعاني منه البلدية، إضافة إلى تشييد 60 محلا لفائدة شباب المنطقة ولحد الآن لم يتم توزيع إلا بعضها لأسباب أرجعها “المير” إلى أن الملفات التي أودعها الشباب لدى الهيئة المعنية لا تخضع في مجملها لشروط الاستفادة من المحلات. كما تم فتح وكالة بريدية بمركز البلدية، وهو الإنجاز الذي أراح مواطنو أولاد رابح لكونه خلصهم من التنقل اليومي نحو مركز بلدية سيدي معروف، لاسيما أنه يقدم مختلف الخدمات البريدية. وتكفلت البلدية بترميم بعض المساجد على غرار مسجد علي بن أبي طالب ومسجد عمر بن العاص ومسجد المعرجة. وقد استبشر شباب المنطقة إنجاز نادي الشباب بتكلفة إجمالية قدرها 595 مليون. وفي ميدان التربية والتعليم، أبرز لنا رئيس المجلس الشعبي البلدي أن سياسة البلدية ارتكزت على غلق كل المشاريع المفتوحة من ذلك إنهاء الأشغال بالمجمع المدرسي بوطويل، الذي يتكون من 04 أقسام وسكن وظيفي، إضافة إلى تشييد مطعمين مدرسيين بمنطقتي أنقية وعين الجنة، وفتح إكمالية جديدة بمشتة المرجة، وهو ما أدى إلى تخفيف الضغط عن إكمالية زواغي براهيم بمركز البلدية، ناهيك عن تخصيص 893 مليون سنتيم لترميم وصيانة المدارس الابتدائية، وتحديدا تهيئة ساحات المدارس وإنجاز الجدار الواقي لمدارس المرجة وبومسعود وعين الجنة ومقطيط وقرايو، وكذا إنجاز التدفئة بمدرسة شباط الطاهر، وضمن مشاريع عام 2010 سيتم إنجاز قسمين تربويين لتعويض مدرسة بودين القديمة . وفي سياق متصل، اعترف “المير” أن مشروع الثانوية الذي شرع في إنجازه عام 2009 ويتوقع فتحه الخريف القادم يعد مكسبا تربويا هاما لتلاميذ البلدية لكونه سيخلصهم من معاناة التنقلات اليومية نحو ثانوية سيدي معروف، وتكمن أهميتها في احتوائها النظام الداخلي الذي سيسمح باستقبال تلاميد ضواحي ومشاتي البلدية التي لاتزال تعاني من العزلة. أولاد رابح في حاجة إلى دعم في ميادين الري والتهيئة والطرقات والربط بالغاز وبالنظر لتموقع واستقرار كثير من العائلات في مشاتي بلدية أولاد رابح، أين يعتمدون على الرعي والفلاحة لضمان معيشتهم، فقد تصدرت هذه الأخيرة باقي بلديات الولاية جيجل من حيث الاستفادة من السكن الريفي، إذ ظفرت ب 901 وحدة سكنية في الفترة الممتدة بين 2005 و2010. والطامة الكبرى التي تؤرق مسؤولي البلدية أن موقع هذه الأخيرة لا يمثل عاملا مشجعا لقدوم الاستثمارات والمتعاملين الاقتصاديين، مع العلم أن المنطقة تتوفر على محجرة لم يتم استغلالها لحد الآن وتتطلب ربطها بالكهرباء. وتكمن إنشغالات المواطنين الذين تحدثنا إليهم بالبلدية المذكورة في ضرورة تسجيل برامج كافية في مجال الري قصد توفير الماء الشروب للمواطنين المحرومين من هذه المادة الحيوية، وتعميم شبكة الصرف الصحي في كل المشاتي وتوفير الإنارة العمومية على مستوى التجمعات السكانية الكبرى وكذا ربط البيوت الفردية بشبكة الكهرباء. كما توجد مسالك عديدة تربط البلدية بمشاتيها في وضعية كارثية عرقلت حركة سير المركبات بكافة أنواعها وهي في حاجة أكثر من أي وقت مضى للإصلاح والتهيئة، وهو ما ينطبق أيضا على الملعب البلدي الذي يتطلب إعادة تهيئته. وعكس البلديات الأخرى لا تزال أولاد رابح تفتقر لمركز ثقافي بغية نسف الشباب المتسرب من المدارس وتنشيط الحياة الثقافية. ويطالب المواطنون في هذه البلدة الجبلية الوعرة من السلطات الولائية، وعلى رأسها والي الولاية، التعجيل بربط البلدية بالغاز الطبيعي، لاسيما أن المنطقة مرتفعة وتمتاز بالبرودة القاسية شتاء.