أسيا علي موسى تكتب عن الشعور الإنساني للأنثى.. في "رسائل إلى آدم" صدر مؤخرا مؤلف جديد للكاتبة أسيا علي موسى عن منشورات دار ميم للنشر. الكتاب يقع في 87 صفحة عبارة عن مجموعة من النصوص مكتوبة في شكل رسائل وسمتها المؤلفة ب"رسائل إلى آدم"، عددها 12 رسالة وهي مرآة عاكسة للإحساس والشعور الباطني الأنثوي. لتجسد الكاتبة من خلاله الواقع المرير والمليء بالأشواق للفتاة أو للأنثى المبني على الأمل وانتظار يوم موال عساه يكون مشرقا وبهيجا تثبت به وجودها في هذا العالم. فالكاتبة أخذت من خلال فصلين عنونت الأول ب"أخيط للشمس عينا في القفا والثاني" ب"أزيح رداء الشمس". القارئ في رحلة طويلة تخللتها فترات زمنية مختلفة وعصيبة امتدت من نشأة الخلق إلى غاية يومنا هذا، وتناولت على إثرها قصصا وأحاديث عن روايات حقيقية وأخرى من نسج الخيال محملة بجملة من المعاني حرارة الشوق ولهفة اللقاء ومرارة الانتظار، مبرزة في ذات الوقت صرخات المرأة التي تتوق إلى معرفة اليقين والحقيقة، باحثة عن التغيير والقليل من الحرية في مجتمع يكثر فيه الكذب والظلم والإقصاء من طرف الإنسان. الكاتبة تعود بالقارئ إلى تاريخ الإنسانية الذي غرق فيه البشر في الخطايا والتكبر والتسلط على فرد هو عنصر أساسي في المجتمع، وبلوغ مستوى التفكير الى درجة الانحطاط. فكل الخيبات الفاشلة التي جنتها المرأة جراء الأوهام صاحبها بالمقابل الأمل الذي كافحت بواسطته قهر مصاعب الزمن وسيطرة الرجل. المترجمة أسيا بكتابتها لهذه النصوص سافرت بالقارئ إلى عالم رائع مستعملة عذوبة الكلمات وقوتها وسحر الوصف الذي يتميز بقوة الإقناع وقوة الخطاب من خلال ما حكته أو ما حدث في قصص الغابرين، أو ما يحدث في هذا العالم الذي يسوده الصراع بين البشر سواء الذكور أو الإناث لكبح الإبداع والتقدم وقتل الطموح. هي صور عن الظلم جسدتها الكاتبة في حديثها عن الايغوانا، ساتورن يلتهم أولاده.. وغيرها. ناهيك عن الألم والحيرة على ضياع الأحلام والطموحات التي أصبحت سرابا من المستحيل تحقيقها. الكاتبة في هذه الرسائل عمدت إلى الوصف بطريقة رومانسية وإحساس صادق تتخلله زخات الألم واليأس، معبرة بذلك عما هو حبيس العقل والعاطفة، لتزيد من تعلق القارئ بمتابعة الأحداث والتتبع الدقيق للكلمات ومعانيها. فسرد النص بألوان من الرومانسية والإبداع الخيالي زاد من جماليته ورونقه. ليتعرف القارئ عبر صفحات "رسائل إلى آدم" على مدى تعلق الأنثى أو الفتاة بحلم هو وهم وسراب وكفاحها المستميت عن ذاتها ووجودها، باحثة عن التغيير وعن اليقين مخاطبة بذلك المنطق وعقل الإنسان لوقف محاربة الإبداع، ووقف الظلم والجور والغي الإنساني. عادت بنا هذه النصوص إلى طرح تساؤلات عن متى وكيف ينتهي هذا الإقصاء والتهميش والجور في حق الأنثى ومتى يتخلص الرجل او الذكر من أنانيته وجبروته؟