عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: أخذ رسول الله بمنكبي فقال: كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك. (رواه البخاري). وكان علي بن أبي طالب يقول: إن الدنيا قد ارتحلت مدبرة، وإن الآخرة قد ارتحلت مقبلة، ولكل منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل. قال بعض الحكماء: عجب ممن الدنيا مولية عنه، والآخرة مقبلة إليه بالمدبرة، ويعرض عن المقبلة. وقال عمر ابن عبد العزيز في خطبته: إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فاحسنوا - رحمكم الله - منها الرحلة بأحسن ما بحضراتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى (الحلية: 5/292).