يتخذ رمضان في جزر القمر طابعاً خاصاً، حيث تبدأ الأجواء الرمضانية عند أهل هذا البلد منذ حلول شعبان، فيكثر الناس من الصيام والصلاة في المساجد استعداداً لاستقبال شهر رمضان. وفي اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان يتحرى أهل جزر القمر هلال رمضان، وفور إعلان ثبوته يؤدون صلاة التراويح في المساجد، ومن أهم العادات الرمضانية في جزر القمر توجّه السكان إلى السواحل البحرية ليلة رمضان، حاملين المشاعل التي تتلألأ على مياه الشواطئ مع ترانيم الطبول إيذانا بقدوم رمضان، ويواصلوا السهر حتى يتناولون السحور. كما أنهم يوقدون المصابيح من أول ليلة من شهر رمضان، فتعمر المساجد بالصلوات، وتصدح بالأناشيد والتلاوات، وتزداد توزيع الصدقات، ويكثر بين الناس فعل الخيرات. ويواظب العديد من الناس في جزر القمر على الإفطار في المسجد، فتراهم قبل موعد الإفطار يحملون أكلهم ويتجهون إلى المساجد، ويهيئون مائدة إفطار جماعي مكون من أطباق مختلفة، فيتبادلون الأكل مع بعضهم في جو من التآخي والرحمة، ولا ينسوا نصيب الفقراء على مائدتهم. ويتناول أهل جزر القمر على الفطور وجبات خفيفة أهمها الشوربة التي يطحن فيها الأرز مع اللحم، ووجبة الموز والفرياب الذي يشمل اللحم أو السمك مع الموز المقلي بالزيت، ويتناولون في سحورهم الأرز مع اللبن أو الأرز مع السعلون - الخضراوات - بالإضافة إلى شرب الشاي. ومن الأطعمة الرئيسية على مائدة الفطور في جزر القمر “الثريد”، فله مكانة خاصة بين بقية الأطعمة، سواء كان ذلك على الإفطار أم على السحور، إضافة إلى أنواع الحمضيات وعصير الأناناس وغيره من الفواكه الاستوائية.