طالب، أمس، سكان مشتة الزفزاف والي سكيكدة بإلغاء مشروع توسيع المقبرة البلدية الكائنة عند مدخل المشتة. أوضح السكان، في عريضة وجهت إلى السلطات الولائية تحصلت ”الفجر” على نسخة منها، أنهم يمتلكون وثائق استغلال لأراضيهم الفلاحية المستهدفة لإقامة مشروع التوسيع منذ ما قبل ثورة التحرير، وأضيف إلى هذه الوثائق قرار والي الولاية في سنة 1981 بالاعتراف باستغلالهم للأراضي الواقعة في المشتة، كما استفادوا من البناء الذاتي في الثمانينيات ومن البناء الريفي في العام الماضي، إلا أن كل هذا لم يشفع لهم، إذ قامت بلدية سكيكدة ببرمجة مشروع لتوسيع المقبرة التي امتلأت ووصلت في جويلية الفارط إلى مرحلة التشبع الكلي بالقبور. وقال السكان ”لقد أخطرنا البلدية أننا نعارض بشدة هذه الفكرة إذ إنها لم تستجب لرغباتنا، حيث تواصل منذ سنة 1997 إرسال فرق تقنية لبدء أشغال التوسيع، في حين نقوم بطردها في كل مرة”. السكان أشاروا في اتصال ب”الفجر” إلى أن الأراضي المختارة من طرف البلدية لتوسيع المقبرة تقع كلها في أماكن شديدة الانحدار وغالبا ما تتعرض أجزاء منها لانزلاقات أرضية خطيرة، وإذا ما جسدت البلدية فكرة التوسيع فإن عدة منازل تقع في أعلى هذه الأرضية المختارة ستنهار حتما كما ستزول القبور التي تقام داخلها. السكان قالوا إنهم ضد هذا المشروع.. إذ لا يعقل أن تقام مقبرة داخل منطقة سكنية كبيرة، هذا إلى جانب إجراء دراسة تقنية حقيقية للتربة و مدى درجة تحملها من طرف البلدية. و حمل السكان رئيس البلدية المسؤولية الكاملة في هذه القضية التي يصر على تجسيدها رغم معارضة السكان لها، وهددوا بتصعيد حركتهم الاحتجاجية في الأيام المقبلة إذا ما بدرت نيات حقيقية لإنجاز المشروع من البلدية. وكانت بلدية سكيكدة قد اختارت في سنة 2010 أرضية تمتد على مساحة 20 هكتارا لإنجاز مقبرة جديدة في حي سيدي أحمد في الجهة الغربية لمدينة سكيكدة، إلا أن المشروع بقي مجمدا بعد وفاة الرئيس السابق للبلدية، السيد غناي فرحات، صاحب الفكرة، فيما تنوي البلدية الحالية العودة إلى دفن الموتى بالمقبرة القديمة الواقعة في حي الأمل بوسط المدينة.