محمود جبريل: الحرب ضد القذافي لم تنته توعد العقيد معمر القذافي، في خطاب جديد بث أمس الأول، بمواصلة القتال وعدم الاستسلام للمعارضة الليبية، مؤكدا أنه مايزال في ليبيا، واصفا المعارضة وحلف الناتو ب “الجرذان والكلاب الضالة”، الذين سيلقون مصيرا أسود على يده، التي قال إنها تسيطر على منابع الماء في ليبيا وهي مركز القوى الحقيقية، في وقت يواصل فيه كبار المسؤولين في نظامه “المخلوع” الهروب من ليبيا باتجاه الدول المجاورة سيما منها الجنوبية بعدما تعذر عليهم دخول الجزائر مع إحكام قوات الجيش الجزائرية قبضتها على الحدود. ألقى العقيد الليبي معمر القذافي خطابا جديدا توعد فيه بمواصلة المقاومة وعدم الاستسلام. وقال القذافي في آخر خطاب جديد بثته أمس الأول قناة “الرأي” السورية الموالية له، قال فيه: “الشباب مستعدون في طرابلس الآن لتصعيد المقاومة على الجرذان والقضاء على المرتزقة”. سُمع العقيد الليبي معمر القذافي مرة أخرى عبر موجات الأثير يوم الخميس لينفي هروبه من ليبيا ويلعن أعداءه ويصفهم ب “الجرذان والكلاب الضالة”، في حين تتعثر جهود حكام ليبيا الجدد بفعل تمسك أنصاره المخلصين بمواقعهم. هذا، وفي إشارة إلى وصول مساعدين كبار للقذافي هذا الأسبوع إلى النيجر عبر الصحراء ما أذكى تكهنات بهروبهم، قالت إن القذافي “ثعلب” وأنه ربما أراد من المقاتلين الاعتقاد بأنه خارج ليبيا ليظل موجودا بالداخل قرب الحدود حتى يتمكن من الهرب في حالة الطوارئ. وعلى الرغم من انتصار المعارضة الساحق والمفاجئ في طرابلس قبل أسبوعين وبعد ستة أشهر من الحرب الأهلية مازالت القيادة الجديدة تحاول جهدها لفرض سيطرتها في أنحاء البلاد مترامية الأطراف المنتجة للنفط والتي يقطنها نحو ستة ملايين نسمة. من جهته، قال رئيس حكومة النيجرية، محمد إيسوفو، إن النيجر ستحترم التزاماتها تجاه المحكمة الجنائية الدولية إذا دخل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي أو أبناؤه إلى البلاد. وقال رئيس الحكومة، مسعود حسومي: “نحن موقعون على نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي يعلمون ما سيتعرضون له إذا جاؤوا.. النيجر دولة حقوق ونحن سنحترم أيضا التزاماتنا الدولية”. تأتي تصريحات رئيس حكومة النيجر تعليقا على ما قالته الشرطة الدولية “الانتربول” في بيان صدر لها أمس، إنها أصدرت أمرا باعتقال الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي وابنه سيف الإسلام وعبد الله السنوسي، رئيس مخابراته. وقال رونالد نوبل، أمين عام الأنتربول: “معمر القذافي بالنسبة لمقر الأمانة العامة للانتربول هارب تريد بلاده التي ينتمي لها بالجنسية والمحكمة الجنائية الدولية اعتقاله ومساءلته عن اتهامات جنائية خطيرة وجهت له”. وحذر رئيس المكتب التنفيذي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي، محمود جبريل، من أن الحرب ضد معمر القذافي لم تنته بعد وأن المهلة الأخيرة لقوات الزعيم السابق لتسلم نفسها اليوم. الناتو يرفض وقف عمليات القصف وأكد الأمين العام لحلف الأطلسي، أندرس فو راسموسن، لليبيين أن التحالف العسكري الغربي الذي ساعدت قوته الجوية في الإطاحة بالقذافي سيواصل الضغط. وقال راسموسن: “سيواصل حلف شمال الأطلسي وشركاؤنا المهمة ما دام الخطر قائما ولن يبقى دقيقة بعد ذلك”. وأضاف: “يجب أن يدرك القذافي وفلول نظامه أنهم لن يستفيدوا شيئا من مواصلة القتال”، لكن المسؤولين الغربيين يحرصون على التهوين مما سيقومون به - أو يمكنهم القيام به - للمساعدة في ملاحقة القذافي. وقال السفير الأمريكي لدى حلف شمال الأطلسي، إيفو دالدر، إن الإمساك بالقذافي قد لا يعني نهاية الحملة وأضاف: “من غير الواضح أنه إذا اعتقل القذافي سينتهي الأمر تماما بالضرورة”.