المجلس الانتقالي الليبي يطلب من الجزائر أن تساعده في بسط نفوذه في ليبيا عن طريق فتح حدود الجزائر لفلول النظام الليبي للهرب وترك الساحة للمجلس الانتقالي! الجزائر التي أغلقت حدودها فعلت خيرا.. لأن فتح الحدود معناه تدفق أعداد هائلة من البشر والسلاح من شأنها تهديد أمن الجزائر إذا دخلت إلى الجزائر من شأنها صناعة عدم الاستقرار في ليبيا إذا لم تجد منفذا للهرب! التاريخ علمنا أن كل قضية إفريقية تحشر فيها فرنسا أنفها تنتهي إلى كارثة إنسانية.. حدث هذا في رواندا.. وحدث أيضا في تشاد.. وحدث أيضا في ساحل العاج.. ولا شك أنه سيحدث في ليبيا! فرنسا هي التي كانت وراء تصفية عبد الفتاح.. لأنه تساءل عن خلفية مطالبة فرنسا ثوار ليبيا بالالتزام بتسديد فاتورة الحرب والتي قدرتها فرنسا بأكثر من 300 مليار دولار.. وهذا معناه أخذ الاحتياطي المصادر من القذافي ورهن عائدات بترول ليبيا لعقود قادمة! وعندما تساءل عبد الفتاح يونس عن الأمر تمت تصفيته جسديا! الآن تتم مطاردة التوارڤ في ليبيا من طرف الثوار.. وهذا في حد ذاته علامة بارزة على أن استقرار ليبيا لن يكون غدا! إلى جانب هذا بدأ الثوار يتحرشون بالجزائر عبر مطاردة بعض الجزائريين في ليبيا وعبر التلويح بإثارة مشاكل حدودية.. وبإثارة مشاكل إقليمية أيضا ومنها حكاية التلويح بموقف جديد لليبيا من قضية الصحراء الغربية! وقد لا يكون مستبعدا أن تطرح ليبيا عبد الجليل الفرنسي وقطر والمغرب مسألة الصحراء في الجامعة العربية.. وقد يكون رد الجزائر بسيطا في هذه الحالة وهو الانسحاب من هذه الجامعة التي لا يحترم فيها رأي الجزائر.. ضربوا العراق والجزائر غير موافقة.. وضربوا لبنان والجزائر غير موافقة ورخصوا للناتو بضرب ليبيا والجزائر غير موافقة.. وقد يتمادون ليتحرشوا بالجزائر عبر المغرب وقضية الصحراء.. ولكن هذه القضية لن تمر! مصر الآن أصابها الوهن بفعل ما تعيشه من أحداث داخلية.. وقد يستأسد عليها أمراء الخليج ويحاولون استخدام الجامعة العربية فيما لا يخدم مصلحة مصر ومصلحة العرب من غير أمراء الخليج! لكن ذلك قد يؤدي أيضا إلى استفاقة مطلوبة من مصر إزاء الموضوع الليبي.. خاصة وأن مصالح فرنسا في ليبيا أصبحت فاصلا جغرافيا بين الجزائر ومصر! فالحوار الآن بين ضفتي المتوسط له صيغة أخرى غير التي كانت من قبل حين كانت مصر تشكل القوة الرئيسية في الضفة الجنوبية الشرقيةوالجزائر تمثل القوة الفاعلة في الضفة الجنوبية الغربية! فالوضع الآن مع الوجود الفرنسي في ليبيا لم يعد كذلك! ويبقى السؤال: كيف سمح المصريون والجزائريون لمعتوهي ليبيا من جماعة القذافي إلى جماعة عبد الجليل أن يفعلوا بليبيا وأمن المنطقة ما هو حاصل الآن؟! والواجب هو التعاون مع أمريكا لإخراج فرنسا من ليبيا.