مازالت قيادات المجلس الانتقالي الليبي تروج لاتهامات كبيرة وخطيرة بدعم الجزائر للنظام الليبي، عن طريق فتح الحدود بين البلدين أمام الأسلحة والمرتزقة والوقود والمؤونة، وهذا رغم نفي الجزائر عدة مرات، كما نفاها مسؤولون غربيون لهم علاقة وطيدة بالجانب العسكري والأمني في المنطقة ولهم وسائل مراقبة ذلك، مؤكدة التزامها موقف الاتحاد الأفريقي وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي مع رفضها الصريح لأي عمل عسكري أجنبي في المنطقة. * وآخر الاتهامات المجانية، حديث رئيس المجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، الدكتور، محمود جبريل، في حوار مع صحيفة "الحياة"، هذه المرة عن فتح حدود الجزائر لمرور الجالية المسلمة الأفريقية لمواجهة الحرب الصليبية إلى جانب القذافي وبحملة دعوية من قبل دعاة وجهاديين. * وقال جبريل "هناك تهريب كبير من طريق الحدود مع الجزائر، لدينا معلومات أن هذه الحدود كانت المنفذ لتهريب المرتزقة والوقود والسلاح، وللأسف تحدثنا مع إخواننا الجزائريين مرات عدة وهم أنكروا الأمر، لكن المعلومات تؤكد أن هناك بالفعل تهريبا لكثير من المواد عبر الحدود الجزائرية. وبالأمس وصلتنا معلومات أنه تم عقد اجتماع في طرابلس قبل أيام لإرسال دعاة من جمعية الدعوة الإسلامية إلى كل من دول أفريقية لإحضار مرتزقة تحت زعم الجهاد بحجة إنها حرب صليبية ضد ليبيا، وبالتالي ستتم دعوة الجاليات المسلمة في هذه الدول للانضمام إلى حرب مقدسة. سيأتون من طريق الحدود الجزائرية، وهذا الأمر بعلم الجزائر ورعايتها". * كما امتدت الاتهامات لتطال هذه المرة الجارة، تونس، وبنفس النبرة، مشيرة إلى أن حدودها كانت ممرا آمنا للمرتزقة الأوكرانيين، حيث أعلن نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، عبد الحفيظ غوقة، أمس، أن المعارضة الليبية المسلحة سجلت "تدفق وحدات من القناصة الأوكرانيين على العاصمة الليبي، طرابلس، قادمين من تونس. وأوضح أن "القناصة" الذين استنجد بهم نظام العقيد، معمر القذافي، لدعم قواته، دخلوا إلى تونس ضمن إطار وفود سياحية، ثم تحولوا عبر البر إلى الأراضي الليبية، من دون أن تعترضهم السلطات التونسية". * وعلى غرار ما بادرت به الجزائر، كذبت تونس هذه الاتهامات جملة وتفصيلا، حيث نفى العميد بجيش البر التونسي، مختار بن نصر، الخميس، أن تكون السلطات التونسية سمحت بمرور وحدات من القناصة المرتزقة من أوكرانيا إلى ليبيا عبر الأراضي التونسية لدعم العقيد، معمر القذافي. * وقال بن نصر، حسبما أوردت وكالة الأنباء الأمريكية "يونايتد برس انترناشيونال"، إن "مثل هذه الأنباء عارية عن الصحة، وتونس التي تقف على مسافة واحدة بين طرفي النزاع في ليبيا، لا تسمح بمثل هذا الأمر". * وأكد المسؤول العسكري أن الجيش التونسي يراقب الحدود التونسية-الليبية، ولم يسجل البتة دخول "وحدات من القناصة الأوكرانيين"، إلى ليبيا عبر تونس. وأشار إلى أن الجيش التونسي، الذي تنتشر وحداته على طول الحدود مع ليبيا، لا يسمح بمرور الأسلحة أو الذخائر أو المتفجرات لأي طرف من أطراف النزاع في ليبيا. * ودعا بن نصر إلى عدم الاهتمام بمثل هذه الأنباء، لأن تونس "تقف كدولة وشعب بصف الشعب الليبي، وتحترم إرادته، من دون التدخل بالشؤون الداخلية لليبيا، كما أنها فتحت حدودها مع ليبيا، ولم تغلقها بوجه كل من جاء لاجئا، سواء أكان ليبيا أو من جنسيات أخرى.. * من جهة أخرى، أكد الجنرال بن نصر سقوط قذائف صاروخية ليبية داخل الأراضي التونسية، لكنه أشار إلى أنها "ليست متعمدة"، وأن الجيش التونسي اتخذ كافة الإجراءات لتفادي تجددها، مؤكدا وكانت مصادر عسكرية أشارت أمس إلى سقوط أكثر من 5 قذائف صاروخية من نوع"غراد"، غير بعيد عن بلدة "الذهيبة" التونسية، الواقعة على بعد نحو 850 كلم جنوب غرب تونس العاصمة.