لم يتمكن 160 معتمر جزائري علقوا في الأردن من العودة إلى الجزائر، بعد انتهائهم من أداء مناسك العمرة، بسبب عدم التزام شركة الخطوط الجوية المصرية نقلهم إلى الديار في الموعد المحدد. ويتواجد المعتمرون الجزائريون - استنادا لما أورده مصدر إخباري أردني أمس - في منطقة قصر المشتى بالقسطل، في إحدى مساجد هذه المنطقة الأردنية، يقتاتون على الأطعمة التي يجلبها لهم بعض عمال المصانع المجاورة، ويحصلون على حاجياتهم الأساسية منهم، في الوقت الذي لم تتكفل بهم أية جهة رسمية. وأرجعت شركة الخطوط الجوية المصرية سبب عدم إعادتها المعتمرين الجزائريين الذين تكفلت بنقلهم إلى البقاع المقدسة، إلى غياب الحجوزات نحو الجزائر، إلى غاية الثامن عشر من الشهر الجاري، حسب تصريح مواطن جزائري يتواجد بين مجموع المعتمرين العالقين في الأردن. واستنكر ذات المواطن الذي رفض الكشف عن هويته، وفق ذات المصدر، صمت سفارة الجزائر في الأردن، التي لم “تتعاط مع قضيتهم ولم تلتفت إليهم منذ أن وصلوا إلى المملكة الأردنية الهاشمية”، وفي المقابل ناشد المتحدث باسم المعتمرين السلطات الأردنية التدخل لحل قضيتهم. وعرفت رحلات عودة عدد كبير من المعتمرين الجزائريين إلى الجزائر، خلال شهر رمضان المنقضي، الإلغاء والتأخير، ما تسبب في إرهاق المعتمرين وتعبهم، خاصة بالنسبة لكبار السن، وكانت الخطوط الجوية السعودية من أهم الخطوط التي ألغت رحلات العودة إلى الجزائر وأجلتها، وقد احتج القنصل الجزائري بالسعودية حينها على إخلال الجوية السعودية بالتزاماتها تجاه المعتمرين الجزائريين، ووصف ذلك بالإهانة، غير أن ما حدث مع المعتمرين العالقين بالأردن منذ أسبوع، لنفس السبب لكن هذه المرة المتسبب هو الخطوط الجوية المصرية، يؤكد مرة أخرى استمرار حالة التسيب التي تميز موسم العمرة، رغم الإجراءات التي يتخذها ديوان الحج والعمرة كل سنة، من أجل الحد من مثل هذه الأخطاء التي يروح ضحيتها الحجاج والمعتمرون الجزائريون بصفة أكبر من غيرهم من الحجاج والمعتمرين من جنسيات أخرى. وكان مدير ديوان الحج والعمرة الشيخ بربارة، الذي لم نتمكن من الاتصال به أمس، تحدث منذ أيام عن بقاء ما بين 1300 و1400 معتمر عالقين في السعودية ينتظرون موعد عودتهم إلى الجزائر على متن رحلات تابعة للخطوط الجوية السعودية، ولم يشر أبدا إلى وجود معتمرين تقلهم الجوية المصرية.