صدر، حديثا، عن منشورات دار الخلدونية للكاتب موسى السعدي، مؤلف جديد يحمل عنوان “صفحات ونصوص مختارة من طي النسيان”. الكتاب عبارة عن مجموعة من النصوص تروي وقائع تاريخية لمحطات مخفية من المقاومة الشعبية وبعض رموزها في الجزائر خلال حقبة تاريخية تمتد من أوائل القرن السادس عشر إلى غاية الاحتلال الفرنسي سنة 1830. عبر صفحات الكتاب التي تقارب ال300 صفحة من الحجم المتوسط، استعرض الكاتب التاريخ الجزائري محطة بمحطة وبعض ممن صنعوا مجد الجزائر ودافعوا عن شرفها وهيبتها في ذاك الزمن الجميل، حيث استخرج عدة شخصيات مغمورة من ركام التاريخ والتي لم يكتب لها الظهور والبروز على مستوى الكتب التاريخية، فأبرز ما تناوله بعد حديثه عن المقاومة الشعبية في الأرياف الرافضة لوجود الاستعمار على ترابها، هو إظهاره لبعض الأسماء اللامعة الرافضة للاحتلال والمنظمة للمقاومة التي حاول الاستعمار حجبها وردمها حتى لا تظهر بل وتعمد تزوير الأسماء من أجل تفكيك وبعثرة الأسر الجزائرية، ففي ذاك العهد ظهر عبد الرحمان الثعالبي وسالم التومي واحمد بن يوسف الملياني وآخرون من زعماء الطرق الصوفية وزعماء الاعراش، وفي القرن ال19 برزت قيادات أخرى أمثال الشيخ سيدي السعدي رجل الدين ورجل الجهاد الذي وقف في وجه المستعمر الفرنسي، إضافة إلى الحاج محمد بن زعموم والأمير عبد القادر وابنه خالد الأمير ولالة فاطمة نسومر وغيرهم.