فرقت أول أمس مصالح الأمن تجمعا للأساتذة المتعاقدين المفصولين من أمام ملحقة وزارة التربية “مصلحة المستخدمين” بالرويسو بحسين داي ومنعتهم من المبيت هناك، ليقرروا إثرها مواصلة الاعتصام والدخول في إضراب عن الطعام حتى تحقيق مطالبهم. تواصل اعتصام الأساتذة المتعاقدين المفصولين لليوم الثاني على التوالي أمام ملحقة وزارة التربية الوطنية “مصلحة المستخدمين” بحي الرويسو بحسين داي، يهتفون تارة وأخرى يفترشون الأرض، بعيدا عن الديار والأهل والأحباب، ومآزرهم البيضاء التي لبسوها منذ الشروع في احتجاجهم، حيث كانوا يحلمون بالعودة إلى أقسام الدراسة واستقبال تلاميذهم بها بدل استعمالها كأداة للتعبير عن الغضب والحڤرة التي لحقتهم جراء فصلهم هكذا ودون إبلاغهم بالأسباب من طرف مديريات التربية التي لم تكلف نفسها عناء تعويضهم سنوات العمل التي تعدت لدى العديد ممن التقت بهم “الفجر” مساء أول أمس بين 10 و15 سنة عمل في كل الأطوار. ويقول أستاذ قادم من ولاية الجلفة، حاصل على شهادة ليسانس في العلوم الاقتصادية، درس في الطور الثانوي لمدة سنوات مادة الرياضيات، وجدناه مرتديا مئزره وعلامات التعب بادية على وجهه من طول الوقوف لساعات في الشمس الحارقة التي ميزت العاصمة زوال أول أمس، لم تكفه قارورات المياه المعدنية التي وجدناها بجانبه مثل باقي زملائه الجالسين بعد يوم لمقاومة عطشه، حدثنا وبنبرة استياء “استغلونا طيلة سنوات وأفنينا عمرنا في تعليم التلاميذ، منهم من صاروا أساتذة وآخرون مهندسين ونحن كان جزاؤنا الفصل دون سابق إنذار، لما احتاجونا بعثوا إلينا والآن ها نحن في الشارع نواجه مصيرا مجهولا، وما يحز في نفسي رفقة زملائي التلاعب بنا وكأننا بلا قيمة، ووزارة التربية مسؤولة عن هذا الوضع، وعودها دائما في مهب الريح، لماذا لا تواجهنا بالحقيقة”.