بات هاجس عودة الأمطار وما تسببه من معاناة لسكان أحياء بن طلحة، التابعة إداريا لبلدية براقي بالعاصمة، ليخيم عليهم، حيث طالبوا السلطات المحلية بضرورة الالتفات إلى الوضعية الكارثية التي آلت إليها حالة الطرقات، غير أن المصالح المختصة بالبلدية اكتفت بتزفيت الطريق العام لشوارع بن طلحة دون رد الاعتبار للطرق الجانبية التي أرّقت السكان. ويعد قاطنو حي 700 مسكن وكذا حي الحامة، كما يسميه سكانه، من بين أكثر المتضررين من حالة الطرقات، فحاجة السكان لتعبيد أرضيتها جد ماسة، على غرار مسالك وأزقة الأحياء التي تم تجاهلها من قبل القائمين على مشروع تزفيت طرقات منطقة بن طلحة، ما ساعد على توسع رقعة “البحيرات”، كما سماها أحد القاطنين بالحي، نظرا لامتلاء الحفر المنتشرة عبر محيط معظم طرقات الأحياء بمياه الأمطار الراكدة خلال موسم الأمطار، وتمتد هذه الحفر من يمين إلى يسار الشارع ومن أوله إلى آخره، دون أن تترك للمارين عبر ذلك المسلك موطأ قدم إلاّ وزلّت به في الوحل والمياه الراكدة. وفي غضون تلك الوضعية عمد السكان إلى الاشتراك في جمع مبلغ مالي لشراء شاحنة محملة بحطام الأجور الذي تم صبه في بعض أزقة الأحياء المذكورة ليتمكن المقيمون به من التنقل، قصد التخفيف من معاناة السير عبر هذه الحفر المنتشرة بشكل رهيب، إذ لم تسلم أحذيتهم من التلف وأُجبروا على ارتداء حذاء ويحملون آخر في كيس حتى إذا خرجوا من تلك البؤرة الموحلة لبسوا بدله النظيف للتنقل إلى مقر العمل أو مقاعد الدراسة. وحتى سيارات القاطنين بهذه المنطقة لم تسلم هي الأخرى من وضعية الطرقات الصعبة، إذ يشتكي أصحاب المركبات من كثرة الأعطاب الميكانيكية وما ينجم عنها من أعباء مالية.