أعرب سكان مختلف البلديات المتواجدة على مستوى العاصمة عن استيائهم الشديد جراء النفايات التي باتت تنتشر هنا وهناك، وعلى غرار هذه البلديات بلدية براقي، الحراش وبوزريعة، حيث ساهم هذا المشكل وبشكل كبير في تشويه المنظر الخارجي لهذه التجمعات السكنية.وما زاد من استياء سكان هذه البلديات هو تخاذل السلطات المحلية في الاهتمام بمشاكل هذه الأحياء والمواقع السكنية التي تشكو في الغالب من انتشار كبير للنفايات وتسربات المياه القذرة، وكذا غياب الإنارة العمومية، وهو ما أرق السكان وحوّل حياتهم إلى جحيم حقيقي. وقد أكد أكثر من شخص التقته ''الحوار'' في زيارتها لبعض هذه المواقع السكينة ''أن المعاناة التي يتخبطون فيها تعود إلى سنين طويلة، رفع خلالها السكان شكواهم إلى المسؤولين المحليين، لكن الحلول بقيت حبيسة الأدراج''. ومن بين أهم المشاكل التي أرقت سكان بلديات براقي والحراش وبوزريعة مجتمعة مثلما تابعته ''الحوار'' هي الطرقات المهترئة التي باتت تعرقل حركة المرور، وفي مقدمة هذه البلديات بلدية بوزريعة التي تعرف طرقاتها اهتراء بشكل كبير وواضح، الأمر الذي رفع حدة الاستياء لدى سكان البلدية، وعلى رأسهم المتمدرسون الذين يستعملون طرقات البلدية كل صباح ومساء، مع ما يعترضهم خلال موسم الشتاء من توحل وحفر ومطبات تعرقل حركتهم، كما ساهمت هذه الوضعية حسب تأكيدات هؤلاء المتضررين في حدوث العديد من الانزلاقات وفي مقدمة الضحايا المتمدرسون الصغار. من جهتهم أكد سكان بلدية بوزريعة أن الرطوبة باتت خطرا على صحتهم خاصة وقد أصيب أغلبيتهم بالأمراض، وهو نفس السيناريو الذي يعيشه سكان بلدية الحراش وبراقي، ويضاف له مشكل النفايات المنتشرة التي ساهمت بشكل كبير في انتشار الأمراض والحساسية الجلدية، كما شوهت منظر الأحياء. انعدام البالوعات والإنارة العمومية هاجس يؤرق المواطنين من جهتهم لم يتوان سكان هذه البلديات عن رصد باقي المشاكل التي تؤرقهم، مؤكدين في ذات السياق أن غياب بالوعات صرف مياه الأمطار والمياه القذرة المتجمعة زاد من تأزم الوضع في الوقت الذي تتحول فيه تلك الطرقات المهترئة إلى أوحال ومطبات خلال فصل الشتاء، أما خلال فصل الصيف إلى مصدر للغبار المتطاير الذي يغزو الأحياء السكنية ويعكر جوها، الأمر الذي يضاعف من مخاوف السكان خاصة في ظل انتشار أمراض الحساسية الصدرية والجلدية على حد السواء. ولم تقتصر معاناة السكان عند هذا الحد، حيث اشتكى المواطنون من غياب الإنارة العمومية على مستوى أحيائهم، ما يجعلهم يغرقون في ظلام دامس عند حلول المساء، الأمر الذي يتسبب في انتشار الآفات الاجتماعية وفي مقدمتها السرقة، ما يجعل السكان في حالة من الخوف والرعب المستمر. السكان يستنجدون بالسلطة الوصية للحد من الآفات الاجتماعية أعرب سكان كل من بلديات براقي والحراش وبوزريعة مثلما رصدته متابعاتنا للوضع بهذه المواقع السكنية، عن امتعاضهم الشديد بسبب الانتشار الواسع للآفات الاجتماعية التي باتت تهدد حياتهم وحياة أطفالهم، خاصة بعدما سجلوا عددا كبيرا من الاعتداءات، حيث بات الطلبة والعمال ممن يصلون بيوتهم عند آخر النهار يشتكون من ارتفاع مختلف أنواع الجريمة من سرقات واعتداءات جسدية تسبب عاهات دائمة ومشاكل نفسية تضايق راحة وسلامة المواطنين. حيث تكثر الآفات الاجتماعية وسط شريحة من الشباب المتسكع الذين امتهنوا تجريد السكان من ممتلكاتهم والاعتداء عليهم لكسب قوت عيشهم، وما زاد من سخط هؤلاء السكان أنهم يتعرضون لهذه الإعتداءات من طرف شباب الحي في غالب الأحيان، بعدما تحولوا إلى قطاع طرق بسبب دخولهم عالم المخدرات في سن مبكرة دون الوعي بمستقبلهم الضائع الذي بات رهينة هذه المواد السامة، وهو الوضع الذي صار ينبئ بارتفاع معدل الجريمة خاصة ببلدية الحراش. البلديات الثلاث بحاجة لالتفاتة من السلطات وأمام جملة المشاكل المجتمعة التي أرقت سكان الحراش وبراقي وبوزريعة، فإنهم يطالبون السلطات المحلية أخذهم بعين الاعتبار بالالتفات الفعلي إلى النقائص التي يتخبطون فيها، وعدم الاكتفاء بتقديم وعود دون تجسيدها باعتبارهم سئموا من سماعها، وما زاد من استياء السكان هو عدم تدخل السلطات المحلية رغم الشكاوى العديدة التي تم طرحهاعليها، مطالبين في السياق ذاته بضرورة التدخل ورد الاعتبار من خلال تخصيص جملة من المشاريع التنموية القادرة على إخراج البلديات الثلاث من دائرة التهميش على الرغم من كونها لا تبعد كثيرا عن مركز العاصمة.