ستصدر، مطلع السنة القادمة، رواية جديدة للروائية والشاعرة ربيعة جلطي، تحت عنوان ”أرائك القصب”، وهي الرواية الثانية للشاعرة بعد نصها الموسوم ب”الذروة”. يحمل نص ربيعة الجديد زوابعه وعواصفه لما يحتويه من قراءة جريئة لما يجري من حولنا في عالم تَتَنَاهَبُه قوى الفساد المتستر بستائر كاذبة وشعارات فرغت من محتواها، كالوطنية أوالدين أو الفحولة، حيث تدخل الرواية ”مطابخ السياسة” لتصور لنا الطباخين فيها وتنزل إلى الشارع لتصور ”المطبوخين”، وهم من المواطنين العاديين يرمون في قدور الساسة. رواية مكتوبة بسخرية وسردية، حيث لا حدود تفصل بين التاريخي والواقعي من جهة والفانتاستيكي والجنوني من جهة ثانية. ”أرائك القصب” هي حكاية ”الحاجة عذرا” امرأة جميلة وفاتنة من الطوارق، بعد حفلة طلاقها التي تشبه العرس، تمارس غوايتها على ثري خليجي فيتزوجها وينتقل بها إلى بلده، إلا أن إقامتها لا تطول في بلد الخليج لتقفل راجعة فتستقر في المدينة الكبيرة، تشتري شقتين متقابلتين في طابق بعمارة شعبية تؤجر إحداهما لثلاث فتيات يجئن المدينة من مختلف أنحاء البلد، كل واحدة لها محنتها ومسارها وأحلامها وأسرارها، إنهن مختلفات في كل شيء إلا في إعجابهن وانبهارهن بالحاجة عذرا التي تفقه عالم الرجال من الطبقة السياسية النافذة ورجال المال والأعمال وحتى بعض المثقفين الذين يعيشون على فُتات موائد السلطان.. لسان الطارقية سليط ومدهش ومدلوق لا يخفي شيئا، وهي التي لم تعد تخاف من شيء ولا تخاف على شيء. ”أرائك القصب” لربيعة جلطي صورة روائية لمأساة الإنسان العربي المعاصر.. الذي يشبه سيزيف في معاناته المتكررة مع لعنة الصخرة.