خاطبت عائشة القذافي لأول مرة منذ استقبالها في الجزائر، الشعب الليبي عبر رسالة صوتية، بثتها ليلة أول أمس، قناة “الرأي” التلفزيونية الموجودة في سوريا والمحسوبة على والدها، تدعو عبرها الشعب الليبي إلى الصمود إلى جانب معمر القدافي والوقوف في صفه، وتتهم أعضاء المجلس الانتقالي الليبي بالخيانة، وتتوعدهم وحلف الناتو بالنصر. ووجهت عائشة القذافي رسالتها إلى أبناء بلدها، يوما واحدا بعد إعلان الجزائر رسميا اعترافها بالمجلس الانتقالي الليبي، بينما يفترض أنها تتواجد في ضيافة الجزائر لظروف إنسانية، في إطار إنساني، وهي تعلم أن الحكومة الجزائرية وحدها مسؤولة عنها وعن كامل أفراد عائلتها، حسب ما أوضحه رئيس الوزراء أحمد أويحيى منذ مدة، فلا يحق لها في هذا الوضع أن تحرج البلد الذي يستضيفها بهذا الشكل مادامت تقع تحت مسؤوليته، خاصة أن توقيت إدلائها بهذه الرسالة الصوتية، تزامن مع تغيير موقف الجزائر من المجلس الانتقالي الذي اتهمته عائشة بالخيانة ودعت الليبيين إلى مواصلة القتال ضده، وكأنها تريد من ورائها إضعاف الموقف الجزائري وإبقاء حالة التوتر بين الجزائر والانتقالي الليبي. ففي الرسالة الصوتية التي حددت مدة بثها بأربع دقائق و34 ثانية، قالت ابنة معمر القذافي بلهجة قوية وحماسية: “أيها الشعب الليبي العظيم أحييكم، ولن أقول لكم أن النصر قادم، بل نحن نعيشه كل يوم منذ 8 أشهر، ونحن نسطر النصر الذي لم يشهده التاريخ، 40 دولة بأعتى طائراتها وصواريخها وتكنولوجياتها، جوا وبحرا وعملائها برا، وها هو الشعب الليبي يقاتل، هنيئا لنا بهؤلاء الأبطال وهنيئا لكم أيها الليبيون بقائدكم العظيم”. وطمأنت عائشة الليبيين على أحوال والدها بهذه العبارات “أطمئنكم عليه فهو بخير، والحمد لله معنوياته مرتفعة وهو يحمل السلاح ويقاتل هو وأبناؤه، في الجبهات جنبا إلى جنب مع المجاهدين الليبيين”، وتابعت “هذا هو معمر القذافي قدم نفسه وأبناءه مجاهدين وشهداء”، متهجمة على دولة قطر بسبب موقفها المعارض لبقاء نظام والدها، فخاطبت القطريين مستفزة النظام القطري “هذا هو أميركم يا شعب قطر، قدم لكم ولي عهد يتباكى كالنساء، على كأس العالم بعد 12 سنة”. وواصلت عائشة رسالتها بانتقاد موقف الحكومات العربية من أزمة بلادها فأفادت “يحق لكم أن تفتخروا بقائدكم أيها الليبيون والخزي والعار على الحكام العرب الذين صفقوا وساعدوا في ذبح الليبيين، وللأسف الشعوب العربية ترى شعبا عربيا مسلما يذبح منذ 4 أشهر ولم تحرك ساكنا، ولم تنتفض”. وركزت ابنة الرئيس الليبي السابق في خطابها المسموع على تعبئة الشعب الليبي من أجل الوقوف في صف والدها ومواصلة القتال، فرددت “أوجه ندائي إلى أسود طرابلس، إلى أسود ترغونة، وصقور ورشلفانة وأسود الأصابع والمشاكية والرهيبان والحجيلات والنوايل، إلى أسود سبها العريقة وأسود بني وليد الأبية الصامدة والغالية، أسود سرت الأشاوس... وإلى كل مجاهدي ليبيا من غربها إلى شرقها، اصبروا وصابروا ورابطوا وانتفضوا”. وانتقلت الخطيبة إلى انتقاد المجلس الانتقالي واتهامه بخيانة بلدها بالتحالف مع قوى الناتو، فقامت بتحريض الليبيين ضده في هذا المقطع الصوتي “أما الساكتون فأقول لهم إن ما تسمعونه عن حكومة جديدة فأي حكومة هذه، وجوه تعرفونها جيدا ابتداء من أبوشنة الذي قدم الولاء إلى والدي وخانه، جبريل الذي قدم الولاء والطاعة للمجاهد سيف الإسلام وخانه، شلقم قدم الولاء 40 عاما وخان، التريكي الخرف قدم الولاء 40 عاما وخان، وهوقة كان نقيبا للمحامين قدم الولاء وخان، بلحاج الذي اقسم بالعهد ونكثه وغيرهم وغيرهم، فهؤلاء خانوا العهد فكيف لا يخونونكم”. وختمت عائشة رسالتها بجملة تقول إن أخاها سيف الإسلام المتواجد بليبيا، قال لها قبل انتقالها إلى الجزائر “سوف أجعل من جثثنا طريقا يعبر منه إخواننا الليبيون إلى طريق النصر”.