كشفت التحقيقات الأولية في فضيحة اختفاء أكثر من طنين من اللحوم الموجهة للحيوانات بحديقة التسلية ببن عكنون، أن شحنة اللحم فتحت بعد خروجها من ميناء بجاية بدعوى توجيه كمية منها إلى حديقة الحيوانات بجيجل رغم عدم قانونية الإجراء. على خلفية الفضيحة، التي فجرتها “الفجر” قبل أسبوع، حول سرقة كمية معتبرة من اللحوم من حديقة الوئام المدني ببن عكنون، وبيعها في شهر رمضان لمواطني العاصمة، رغم عدم صلاحيتها، كشفت التحقيقات الأولية، أن شحنة اللحم المحجوزة بميناء بجاية قبل شهر رمضان شمعتها الجمارك، ووجهتها إلى حديقة الحيوانات لعدم صلاحيتها. والمعمول به قانونا أن الشحنة لا تفتح إلا بعد دخولها الحديقة بحضور المسؤولين المعنيين، مع ضرورة تسليم الوثائق لمدير وحدة الحيوان والنبات، والمدير العام للحديقة، ويخول القانون للمسؤول الأول عن الحديقة تخصيص كمية منها إلى حديقة الحيوانات بجيجل، لكن بعد دخولها إلى حديقة العاصمة، لكن ما حدث، أن الشحنة فتحت قبل دخولها حديقة الوئام المدني بحجة توجيه كمية منها إلى جيجل، وهذا مناف للقانون. وأضافت مصادرنا، أن وثائق الشحنة لم يتم تسليمها إلى المعنيين، ما يطرح عدة تساؤلات. إلى جانب ذلك، أوقف المدير العام للحديقة موظفين تم استدعاؤهما للتحقيق بالمقاطعة الغربية للشرطة القضائية، كما أوفدت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية نهاية الأسبوع الماضي، مبعوثا للحديقة بعد تلقيها شكاوى. وأسرت مصادرنا أن وزير الفلاحة، رشيد بن عيسى، مستاء جدا، سيما وأن جريمة اختفاء اللحوم وعدم التبليغ المبكر ثابتة في حق المعنيين، كما تفيد الأصداء أن سوء تفاهم كبير نشب بين الموظفين بسبب محاولة البعض التملص من المسؤولية، وإلقائها على الآخرين، ما يفيد القضية ويعجل بكشف حقائق أخرى. من جهة أخرى، وبخصوص قضية شراء نصف كمية العلف بضعف ثمنه، كشفت مصادرنا أن اللجنة المكلفة بالشراء، اشتكت من عدم وضوح صلاحياتها خلال الاجتماع الفارط، وحسب الوثائق المسربة من الحديقة فإن الصفقة الماضية خالفت المعمول به خلال السنوات السابقة.