باشرت مصالح الأمن التحقيق في ''معاملات مشبوهة'' أجرتها وحدة النباتات والحيوانات بحديقة التسلية ''الوئام الوطني'' في بن عكنون بالعاصمة، على خلفية تلقيها تقارير عن اختفاء حاوية من اللحوم كانت مخصصة للحيوانات تم ''بيعها للمواطنين خلال شهر رمضان الفائت''. إلى جانب شراء كمية من العلف بضعف سعرها الحقيقي. حسب الملف الذي تحصلت عليه ''الخبر''، فإن وكيل الجمهورية لدى محكمة بئر مراد رايس، تلقى شكوى ضد المدير العام لحديقة التسلية ''الوئام المدني''، مفادها عدم تبليغ هذا الأخير عن ''تلاعبات'' على مستوى مخزن مأكولات الحيوانات، حيث تم إبلاغه بتاريخ 12 سبتمبر الجاري عن اختفاء كمية معتبرة من اللحوم الموجهة لحيوانات الحديقة للاستهلاك، بعد حجزها، حسب الشكوى، في ميناء بجاية، 15 يوما قبل حلول شهر رمضان الفارط، لعدم صلاحية الكمية التي قدرتها الجهات التي راسلت وكيل الجمهورية، بأكثر من 6,2 طن. وفيما كشفت مصادر مسؤولة من داخل حديقة التسلية ل''الخبر''، عن أن مدير الحديقة لم يتحرك ولم يحقق في القضية، أضاف التقرير أن تلك الكمية وجهت للاستهلاك البشري، رغم تلفها، حيث بيعت لعدة قصابات بكل من باب الوادي وبوفاريك والدرارية، على أساس أنها لحم صالح للاستهلاك البشري. وأوضحت مصادرنا أن كمية اللحوم المختفية تم إخراجها من مخازن الحديقة عن طريق سيارات إسعاف وعلى مرأى حراس أمن الحديقة، علما أن الكمية المذكورة كانت تكفي لإطعام حيوانات الحديقة لمدة سنة. من جهة أخرى كشفت مصادرنا أن مسؤولا بالحديقة قام، نهاية أوت الماضي، بشراء 12 ألف ''بوطة'' من العلف، وهي نصف الكمية المعتاد شراؤها وبضعف السعر، حيث دفع في ''بوطة'' العلف الواحدة 730دينار، حسب مصدرنا الذي أشار أيضا إلى أن هذا الأخير ''تعمّد التأخير في شراء العلف من أجل التلاعب في الفواتير''، عكس المعمول به منذ سنة 1988 تاريخ افتتاح الحديقة، حين كانت عملية الشراء تنجز نهاية شهر ماي، وذلك بعد عقد اجتماع في شهر أفريل لاختيار أحسن عرض وأقل سعر. وتنقلت مصالح الشرطة، نهاية الأسبوع، إلى حديقة التسلية للتحقيق في الشكوى المودعة لديها، غير أنها لم تتمكن من مقابلة ذات المسؤول الذي كان في مهمة بولاية الطارف. وأكد مصدرنا أن حيوانات الحديقة مهددة بالجوع مع دخول فصل الشتاء.