عرضت روسيا مشروع قرار على مجلس الأمن يقضي بمطالبة الدول المجاورة لليبيا ومنها الجزائر، بمساعدة المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع تهريب الأسلحة بما فيها صواريخ “أرض-جو” ومنع وصولها إلى الإرهابيين، في حين لم تبد الولاياتالمتحدةالأمريكية ولا الاتحاد الأوروبي تحمسا للمبادرة الروسية التي شككا فيها، خاصة وأن الأسلحة المسربة روسية، كما أن القذافي الذي تمت تصفيته كان أحد قدميها في المنطقة. وحسب مصادر إعلامية فإن البعثة الروسية وزعت مشروع قرار تطالب فيه مجلس الأمن بحث المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا على اتخاذ كل الخطوات اللازمة لمنع تهريب الأسلحة، بما في ذلك صواريخ “أرض-جو”، وبضمان مصادرتها بطريقة مناسبة قبل وقوعها في أيدي الإرهابيين وتهديد السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، داعية الجهات الدولية والإقليمية الفاعلة، بما في ذلك وكالات الأممالمتحدة المتخصصة، إلى تقديم المساعدات اللازمة لتحقيق هذا الهدف. وحثّ جيران ليبيا، خاصة الجزائر التي تفصلها عن ليبيا حدود تتجاوز الألف كيلومتر على العمل مع الأممالمتحدة والمجلس الوطني الانتقالي على تقويم التحديات التي تواجه انتشار الأسلحة وأمن الحدود والنظر في ردود الفعل المناسبة. ويؤكد مشروع القرار أن انتشار الأسلحة في المنطقة، فضلاً عن توريد أسلحة بصورة غير مشروعة، يمكن أن يغذي الأنشطة الإرهابية. ويطالب مشروع القرار كذلك لجنة مكافحة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة وغيرها من وكالات المنظمة الدولية ذات الصلة، بما في ذلك المنظمة الدولية للطيران المدني، بتقييم التهديدات الإرهابية والتحديات التي يفرضها انتشار أسلحة من ليبيا، ولاسيما صواريخ “أرض-جو” المحمولة في المنطقة بالتشاور مع الجهات الإقليمية الفاعلة وتقديم تقرير إلى المجلس بهذا الخصوص، كما يتضمن مقترحات لمواجهة هذا التهديد، واتخاذ تدابير لتعزيز مراقبة الحدود وتعزيز الأمن والنقل ومنع الإمداد غير القانوني، سواء كان بشكل مباشر أو غير مباشر، وكذلك بيع أو نقل الأسلحة. يذكر أن الولاياتالمتحدة وأعضاء المجلس الأوروبي غير متحمسين لمشروع القرار الروسي لأنهم لا يؤمنون بأن موسكو تتصرف بحسن نية، حيث قال دبلوماسيون إن ما تريده روسيا حقا هو تسجيل موقف بإبلاغ الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي “ناتو” بالنظر في الفوضى التي حدثت في ليبيا، وهي فوضى يصعب معالجتها، وأنها يمكن أن تنتقل خارج حدودها، خاصة وأن كلا من تونس ومصر والسودان ومالي والدول المجاورة الأخرى لليبيا اشتكت من أن الأسلحة المهربة من ليبيا غمرت أسواقها السوداء. وقال أحد أعضاء مجلس الأمن إن موسكو قلقة في الوقت الحاضر لأن كل تلك الأسلحة روسية الصنع، وأنها “تشعر بالإحباط لأنها بمقتل القذافي تكون فقدت أحد قدميها في المنطقة”.