ركز المشاركون في الملتقى الدولي الثالث للجراحة بالمنظار على ضرورة ترقية تكوين الأطباء المختصين في المجال للتمكن من ترقية هذا النوع من الجراحة في الجزائر، نظرا لتقديمه العديد من الفوائد والمميزات مقارنة بالجراحة الكلاسيكية خاصة فيما يتعلق بأمراض النساء والتوليد، فضلا عن توفير الوقت وتجنيب المرضى المضاعفات والتشوهات. أكد البروفيسور عداد بوزيد، رئيس الجمعية الجزائرية للجراحة بالمناظر، على الأهمية البالغة التي تكتسيها هذه التقنية باعتبارها توفر العديد من المميزات. ويتعلق الأمر بعدم شق بطن المريض ما يجعلها جراحة جمالية بامتياز ومحبذة بكثرة من طرف الجنس اللطيف، بالإضافة إلى خلق تقاليد جديدة لربح الوقت والتشخيص المبكر للمرض والذي يمكن من تفادي العديد من المضاعفات التي يسببها انتظار إجراء عملية تقليدية، فضلا عن التوفير في التكاليف من حيث الاستغناء عن المضادات الحيوية التي تتطلبها الجراحة الكلاسيكية ومدة مكوث المريض في المستشفى التي لا تتجاوز 48 ساعة، عكس الجراحة التقليدية التي تتطلب ما لا يقل عن أسبوع للاطمئنان على حالة المريض. وفي سياق متصل، أوضح البروفسور عداد الأهمية البالغة لهذه التقنية على مستوى البحث والتكوين، فهي تجعل من عملية الشرح مقتصرة على الشاشات بدون اللجوء إلى الاحتكاك بالأجسام والجثث. ومن جهته، أوضح البروفيسور التونسي ساسي بوغيزان أستاذ في أمراض النساء والتوليد الإضافة الكبيرة التي تقدمها هذه الجراحة للمرأة الحامل، حيث تمكنها من الخضوع لعدة عمليات مستعجلة خلال فترة حملها دون تعريض حياتها وحياة جنينها لأي خطر يذكر، مثلما هو الأمر بالنسبة للزائدة الدودية والمرارة بالإضافة إلى إزالة الكتل وبذلك فهي تقلص من حالات الإجهاض والولادة المبكرة بصفة كبيرة، كما تجنب التجمد في الدم الذي عادة ما تعاني منه الحوامل. وعن استعمالات هذه التقنية في الجزائر أكد ذات المتحدث أن كل المستشفيات الحكومية والخاصة لديها التقنيات الحديثة التي تمكنها من ممارسة الجراحة بالمنظار، في الميادين التي تتاح الجراحة فيها على المستوى الوطني، من أهمها أمراض النساء والتوليد والكلى. للإشارة فقد شارك في الملتقى العديد من الأطباء والمختصين من الجزائر وتونس والمغرب، بالإضافة إلى أطباء من فرنسا أكدوا عل أهمية تبادل الخبرات في هذا المجال من أجل ضمان تطبيق أعلى مستويات لهذه التقنية في بلدان المغرب العربي.