تعزيزات أمنية على كامل المشاريع السكنية بتراب الولاية رفضت 26 عائلة مغادرة السكنات الاجتماعية التي قامت باقتحامها مساء أول أمس بحي 45 مسكن اجتماعي كائنة بمنطقة بني محافر وسط مدينة عنابة، وهدد بعض أفرادها بالانتحار إذا تم استعمال القوة لإخراجهم من هذه السكنات، التي أعلنوا أنها من حقهم باعتبار أنه تم بناؤها بمحاذاة سكناتهم الهشة التي انهارت نتيجة تساقط كميات معتبرة من الأمطار منذ بداية الأسبوع الجاري. وصرح أفراد هذه العائلات المصرون على عدم مغادرة سكناتهم رغم التواجد المكثف للعناصر الأمنية وأعوان مكافحة الشغب بعين المكان وتنقل مسؤولي السلطات الولائية للتفاوض معهم قصد إخلاء هذه السكنات، بأنه لا يوجد أي مكان يلجأون إليه بعد تهاوي سكناتهم التي نجوا منها بأعجوبة ليلة أول أمس، بعدما انجرفت الأرضية بشكل كبير وتسببت في انهيار كامل للسكنات الفوضوية، بل وميل بعض السكنات الفردية، ما كان وراء اندلاع حركة احتجاجية عارمة للسكان الغاضبين، على اعتبار أن الفاتح نوفمبر كان موعدا لتسليمهم سكناتهم الاجتماعية، غير أن إرجاء العملية إلى منتصف الشهر الجاري أشعل فتيل الاحتجاجات التي عزلت أعالي عنابة عن باقي الأحياء إلى صبيحة أمس، موعد تدخل عناصر مكافحة الشغب لإجبار العائلات التي اقتحمت السكنات الاجتماعية على الخروج منها، إلا أنها لم تنجح في مهمتها التي تبقى قيد التفاوض بين السلطات وأفراد هذه العائلات، علما أنه تم فرض طوق أمني مشدد على جميع المشاريع السكنية الجاهزة بكامل تراب الولاية منعا لتكرر عمليات الاقتحام التي قد تصبح الحل الأخير والأنجع لأكثر من 24 ألف طالب سكن اجتماعي بينهم من أودع ملفه سنة 1977 للحصول على سكن اجتماعي، حيث يبقى حلم الكثيرين من سكان مناطق المدينة القديمة، بني محافر، لاسيتي أوزاس، لاكولون، الجسر الأبيض، سيدي حرب، سيدي سالم، وغيرها من أحياء البوني الفوضوية، الإقامة في سكن لائق. بينتما هناك فقط أقل من 2000 سكن اجتماعي يتم توزيعها بأعداد لاتتجاوز ال150 سكن في كل مرة، لتندلع الاحتجاجات التي يتم إخمادها بوعود إعلان قوائم استفادات إضافية لازالت قيد الانتظار.