خلفت الأمطار الطوفانية التي تساقطت خلال 24 ساعة الأخيرة بعنابة في تشريد ألف عائلة تقطن الأكواخ القصديرية والبناءات الهشة المتواجدة بأحياء “بلاص دام” و”لاكولون” بالاضافة إلى مناطق التجمع السكاني الكبرى على غرار السرول وبيداري وبرحال وخرازة وحي شاندمارس، في حين عرفت مختلف المؤسسات التربوية غيابات بالجملة بعد أن غرقت الأقسام في مياه الأمطار، الأمر الذي صعب على تلاميذ مختلف الأطوار الأخرى مزاولة دراستهم وذلك بعد انسداد البالوعات واهتراء الطرقات، التي تحولت إلى سيول جارفة. كما تسببت رداءة الأحوال الجوية في عزل 6 بلديات معروفة بالولاية وهي البوني، عنابة وسط، حي شطايبي وأعالي سرايدي، بعد الانقطاعات المتكررة للكهرباء، إلى جانب تضرر مساكن هشة في قلب المدينة القديمة. وقد تم تسجيل تدفقات كبيرة في كميات المياه في الطرقات الوطنية الأمر الذي ساهم في شل حركة المرور. وبسبب هذه الظروف المناخية القاسية، خرجت مئات من العائلات المتضررة من الفيضانات إلى الشارع خاصة منهم سكان قاعة لاكبول مطالبين بضرورة احتواء أوضاعهم لأنهم قضوا ليلة بيضاء في شوارع المدينة، بعد الانشقاقات والتصدعات الخطيرة على مستوى جدران العمارات خاصة المتاجدة بلاكولون وبلاص دام. تجدر الاشارة الى أن عدد الأحياء التي غرقت في مياه الأمطار تفوق 25 حيا شعبي وذلك حسب إحصائيات الحماية المدنية. سميرة عوام .. والفيضانات تدفع سكان الحجار لمحاصرة رئيس دائرتهم في احتجاجات عارمة منع سكان الحي الجديد بالحجار، أمس، رئيس دائرتهم من مغادرة مكتبه بمقر هذه الأخيرة، حيث قاموا بمحاصرته تنديدا بتردي وضعية البنية التحتية التي انجر عنها غرق شبه كامل للحي في المياه، على خلفية تساقط كميات معتبرة من الأمطار خلفت دخول المياه إلى المنازل الواقعة في الطوابق السفلى ما استدعى قطع الكهرباء والغاز مخافة وقوع كارثة سبق وأن حدثت على مستوى البوني بداية السنة الجارية. وفيما كانت هذه الأمطار سببا لتفتت سكنات أحياء البلاس دارم الآيلة للسقوط والتي غادرتها أزيد من 20 عائلة لتبيت في العراء، غرقت وبشكل شبه كامل الطرقات الفرعية للأحياء العتيقة وسط مدينة عنابة، متسببة في شلل حركة المرور، التي عادت لطبيعتها عقب تدخل مكثف من أعوان النظافة بالبلدية للقيام بجهر غرف التصريف وقنواتها منعا لتراكم كميات الأمطار التي فاقت 70 ملم، فيما خرج سكان الحي الجديد ببلدية الحجار في احتجاجات واسعة قرب مقر دائرتهم لمطالبة المسؤولين بمرافقتهم للوقوف على الحالة الكارثية التي يتخبطون فيها رغم عديد الشكاوى التي أودعت على مستوى البلدية ومصالح الدائرة، بتعجيل التدخل لمباشرة تهيئة قنوات صرف المياه وتعبيد الطرقات وإزالة أكوام النفايات. ولمنع تحول الاحتجاجات لأعمال الشغب كانت قوات عناصر الأمن على أهبة الاستعداد لمواجهة المحتجين الذين تم إبعادهم عن مقر الدائرة، ومنعهم من اقتحامها إلا أن المحتجين رفضوا مغادرة المكان إلى حين حضور أفراد الحماية المدنية لضخ مياه الأمطار التي عمت كامل الحي، وتعهد المسؤولون بحل إشكالية إعادة تهيئة الحي منعا لتكرر مثل هذه الظواهر خاصة وأن الموسم ينذر بكميات معتبرة من الامطاروهو ما وعد به القائمون على دائرة وبلدية الحجار.