مؤشرات لانفراج قريب في علاقة الأردن بحركة حماس يطوي صفحة من توتر العلاقة بين الجانبين منذ اثني عشر عاما، رأى فيه البعض محاولة من الحكومة لكسب ود الحركة الإسلامية، ترافقت مع تطمينات للأردنيين الذين خاب أملهم من تشكيلتها وسط استمرار الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح. يتجه الأردن إلى فتح صفحة جديدة في علاقته مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي شابها التوتر منذ عام 1999، الأمر الذي اعتبره مراقبون بأنه محاولة لكسب ود المعارضة الإسلامية. ووصف رئيس الوزراء عون الخصاونة إبعاد قادة "حماس" عن الأردن قبل اثني عشر عاما بأنه "خطأ سياسي ودستوري"، بينما أكد وزير الإعلام راكان المجالي زيارة قريبة يقوم بها مشعل للأردن ضمن "إعادة العلاقات إلى مسارها الطبيعي"، لكنه شدد على أن "إعادة فتح مكاتب للحركة في الأردن أمر غير مطروح". وكانت عمان أبعدت عام 1999 خمسة من قادة حماس بينهم القيادي خالد مشعل إلى قطر، يستقر الأخير في دمشق. وقوبل قرار الإبعاد آنذاك بانتقادات من أوساط سياسية اعتبرته غير دستوري، خاصة وأن غالبية المبعدين أردنيو الجنسية. وكان مشعل نجا من محاولة اغتيال من قبل الموساد في عمان عام 1997. ومن الملفت أن عون الخصاونة كان حينها رئيسا للديوان الملكي في عهد الملك الراحل حسين الذي هدد بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل إذا لم توفر الترياق الذي أنقذ حياة مشعل. إلى ذلك، تسعى الحكومة الجديدة إلى إعطاء تطمينات للأردنيين الذين خاب ظنهم من تشكيلتها، وجدد رئيس الوزراء تأكيد التزام الحكومة بإدخال رزمة من التشريعات بعضها استوجبتها التعديلات الدستورية كقاعدة لتنظيم العمل السياسي والاقتصادي ومكافحة الفساد، الذي قال أنه مشكلة كبيرة وحقيقية. من جانبه أعلن ائتلاف الحراك الشبابي والشعبي والحركة الإسلامية مواصلة الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح في مسعى لاستمرار الضغط على الحكومة.