اهتزت أحياء ولاية عنابة مجددا منذ الساعات الأولى لصباح أمس، على وقع الاحتجاجات المطالبة بالشغل والسكن، عن طريق قطع الطرقات وغلق المؤسسات، حيث كانت بلديتا البوني وعنابة وسط على موعد مع عمليات رشق أعوان الشرطة بالحجارة وشلل شبه كامل في حركة المرور. خرج شباب سيدي سالم البطالون في مظاهرات عارمة احتجاجا على إقصائهم من عقود ما قبل التشغيل، مطالبين بحصص إضافية لفرعهم البلدي باعتبار تبعيته لبلدية البوني، وتسبب المحتجون في غلق مؤسسة أسميدال لأبوابها نتيجة قيامهم بوضع المتاريس والحجارة وقطعهم للطريق أمام المركبات والشاحنات. كما شن سكان عين الشهود المستفيدون من مشروع السكن الريفي الذي ظل يراوح مكانه منذ 2005 احتجاجا أمام مقر دائرة البوني، مطالبين بالإفراج عن مشروعهم وتمكينهم من الاستفادة للخروج من الوضعية السكنية المتدهورة التي يكابدون معاناتها منذ سنوات. من جانب آخر، عاود سكان بني محافر بوسط مدينة عنابة المنهارة سكناتهم بعد موجة الأمطار التي اجتاحت الولاية الأسبوع الفارط، خروجهم للشارع حيث عمدوا إلى قطع الطريق الذي يربط مدينة عنابة بأعاليها، ما تسبب في تدهور حركة المرور بعد إجبار كامل المركبات على اتخاذ مسالك جوارية من أجل بلوغ مستشفى ابن رشد الجامعي أو الصعود إلى الواجهة الساحلية في أعالي الولاية. وتجدر الإشارة إلى أن احتجاجات السكن والشغل كانت قد تطلبت تجنيدا أمنيا مكثفا من قبل عناصر مكافحة الشغب، وأعدادا إضافية من عناصر الشرطة والدرك الوطني، تلقت كالعادة وابلا من الحجارة من طرف المحتجين الغاضبين الذين سرعان ما تفرقوا خلال ساعات المساء، متسببين في شلل تام لحركة المرور وانقطاع عمال مؤسسة أسميدال وغيرها من المؤسسات عن العمل، بسبب حالة الفوضى العارمة التي تم التحكم فيها ساعات المساء عندما تفرق المحتجون، علما أنهم وعدوا بنقل هذه الاحتجاجات لمقر الولاية الذي تعزز هو الآخر بطوق أمني صارم منعا لعمليات اقتحام مبانيه والقيام بمحاولات انتحار سبق وأن عاشها مبنى الولاية فيما سبق.