العمال يهددون بوقف العمل في حال عدم توفير الحماية اللازمة تعرض طاقم المناوبة الطبية بعيادة باش جراح 1 بإقليم العاصمة، ليلة أول أمس، لحادث اعتداء خطير ليس الأول من نوعه، خلف تحطيم قاعة الإنعاش وتهديد بالسلاح لعدد من موظفي المؤسسة الصحية الجوارية، ليكون هذا الحادث بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس، ما دفع الطاقم الطبي المناوب بعين المكان لطرح 9 اقتراحات لوقف المعضلة التي أضحت تهدد سلامتهم واستقرارهم المهني عوض التهديد بوقف المناوبات الليلية التي تنعدم بها شروط العمل وعلى رأسها ضمان الأمن بعيادة باش جراح 1. وقعت الحادثة في حدود الساعة الثالثة والنصف من صبيحة يوم أمس، عندما دخل ثلاثة شبان العيادة، أحدهم تعرض لعضة كلب، حيث تم التكفل به صحيا، وفق ما تستدعيه حالته، إلا أن هذا الأخير أصر على تقطيبه - أي خياطة الجرح - على الرغم من تأكيد الطبيب المناوب عدم صحة ذلك. ولما رفض هذا الأخير الرضوخ لطلب المصاب، قام مرافقاه بالهجوم على طاقم المناوبة الليلية بواسطة الأسلحة البيضاء معرضين حياة الموجودين للخطر، حيث دخل أحدهما العيادة وهدد عون الأمن الذي كان يقف لوحده بوضع السكين على رقبته، من أجل منعه من تبليغ الشرطة، فيما هدد رفيقة الممرض والطبيب المعالج بنفس الطريقة، الأمر الذي أخاف أحد الممرضين ودفعه إلى نزع ثوبه المهني حتى لا يجلب الأنظار ويتمكن من الاتصال بالشرطة من داخل دورة المياه، إلا أنه لوحق وتم تحطيم المرحاض، ليتمكن من الهرب ومعاودة الاتصال، غير أن محاولاته باءت بالفشل بسبب عدم استجابة الشرطة لنداء النجدة ليلوذ بالفرار حفاظا على حياته. وحسب ما أكده بعض أعوان الطاقم الطبي ل”الفجر” فإن أحد المعتدين على المستخدمين كان مخمورا، وهو ما يفسر الجرأة الكبيرة التي كانت لديهم لتنفيذ هذا الاعتداء، ولحسن الحظ لم يخلف هذا الحادث أي إصابات سوى بعض الرضوض لعون الأمن الذي تلقى ضربا مبرحا لمنعه من التكلم وإخبار الشرطة، وقد تسبب هذا الحادث في إصابة الموظفين الذين كانوا مناوبين بالعيادة بالهلع مما جر لبعضهم حالة ارتفاع في نسبة السكر. وفي سياق ذي صلة، ذكر الطاقم المناوب بأن هذا الحادث ليس الأول من نوعه، حيث أكد الدكتور رابح بغالي، طبيب الأسنان بالمؤسسة الجوارية للصحة العمومية باش جراح 1، أن عددا من مواطني بلدية باش جراح اتخذوا هذه العادة لإرغامهم على العلاج الذي يريدونه، ليحدث ما لا تحمد عقباه بمجرد رفض طلبهم، والمشكل هذا يتجدد دوريا بسبب غياب الحماية والأمن داخل العيادة، وهو الأمر الذي سمح بتمادي هؤلاء في تصرفاتهم واعتداءاتهم، إذ أن عشية وقوع هذا الحادث تعرضت إحدى الطبيبات العاملة بالمؤسسة وكذلك عون أمن للضرب بقضيب حديدي لرفضهما تلبية طلب أحد الوافدين على العيادة. ذات المؤسسة أضحت مرتعا لمدمني الخمر الذين يدخلون وسط ساحتها ويتناولون الكحول دون خوف أو احترام لهذه المؤسسة، ولا أحد يجرؤ على منعهم أو التحدث إليهم لأنه حتما سوف يهدد بالقضاء على حياته أو التعرض لأهله، حتى أن بعض الممرضين والأطباء لا يستطيعون مغادرة المؤسسة بمجرد انتهاء دوامهم بسبب انتظار أحدهم وتهديد حياته، وهي المعاناة اليومية التي يعيشها هؤلاء في ظل عملهم بهذه المنطقة الساخنة. ونظرا لانعدام شروط العمل بالعيادة، وعلى رأسها الأمن، أخذت 9 نقاط جوارية للصحة العمومية الكائنة بالمناطق الساخنة بإقليم الجزائر العاصمة، في التفكير بشكل جدي في توقيف المناوبات الليلية التي دائما ما تعود عليهم وعلى حياتهم بالخطر نتيجة تعرضهم لاعتداءات مماثلة لحادثة أمس دون تنصيب رجال شرطة بمؤسساتهم لدفع المعتدين عنهم، وفي حال لم تستجب الوصاية لطلبهم هذا فإنه من المتوقع أن تشل هذه المؤسسات إلى حين توفير عنصر الأمن لهم، ومن بين هذه النقاط الكاليتوس، الحراش، حي الجبل، باش جراح وبراقي باعتبارها مناطق ساخنة، ليذهب المواطن البريء ضحية تصرفات طائشة وأخرى إجرامية لبعضهم. من جهته جدد عضو نقابة الأطباء بعيادة “باش جراح 1” الدكتور عبيدات، نداءه لمسؤولي قطاع الصحة لمقاطعة براقي، من أجل توفير الأمن داخل هذه المؤسسة، شأنها شأن المستشفيات التي تعرف استقرارا من هذه الناحية ولا تشتكي الاعتداءات المتكررة عليها، والذي لم يلق في السابق أي استجابة، كما طرح مشكلا آخر يتمثل في قطع الطريق أمام سيارة الإسعاف من قبل تجار السوق الموازي بباش جراح الذين أغلقوا المدخل الرئيسي ليتم تعليق الملابس والسلع التي يبيعونها على باب العيادة، مما اضطرهم لتحويل سيارات الإسعاف للمدخل الخلفي الذي يحوي موقف سيارات موظفي العيادة الصحية. ولم تقف تجاوزات الباعة الفوضويين بحق هذه المؤسسة الصحية عند هذا الحد، بل بلغت حد تخزين سلعهم داخلها. ونظرا لخطورة الوضع لا يتمكن أحد من موظفيها من الوقوف في وجههم ليظل الوضع على ما هو عليه إلى حين اتخاذ الوصاية الإجراءات اللازمة التي تحفظ كرامة موظفي عيادة “باش جراح 1” الذين يتعرضون يوميا لاعتداءات على كرامتهم وعلى حياتهم وكذلك أفراد عائلاتهم.