عاش، ليلة أول أمس، الطاقم الطبي المناوب بالعيادة المتعددة الفروع ببوسماعيل في تيبازة، ليلة رعب وخوف، على إثر قيام شاب مدمن مخدرات، بتحطيم قاعة العلاج وتخريب خزائن الأدوية، كما قام بتمزيق السجلات، واضطر الأطباء والممرضون إلى الهروب نحو الشارع، خوفا من بطش هذا الشخص الذي خلّف خرابا أثار استياء مواطني المدينة. روى الممرضون المناوبون ل''الخبر'' أن الحادثة وقعت على الساعة الواحدة صباحا، حينما تقدّم شاب يبلغ من العمر 24 سنة، مصاب بطعنات على نقاط متفرقة من جسده بسلاح أبيض، على وجهه علامات الإدمان والسكر، حيث أدخله الممرض إلى غرفة العلاج، وأجلسه ثم بدأ في عملية تنظيف الجروح. في تلك الأثناء رفض المصاب تلقي العلاج بالخياطة بالغرز، ثم طلب طبيبا نفسيا وأدوية، وبعد خروج الممرض لطلب الطبيب، انتابت الشاب حالة هيجان، فصعد فوق خزانة التعقيم ثم توجه نحو خزانة الأدوية، فحطّمها عن آخرها، بعدها بدأ في الدوس على مخزون الحقن وكافة أنواع الأدوية والضمادات والمسكنات، وكل احتياطي المواد المخصصة للاستعجالات الطبية لفائدة سكان أربع بلديات. وأظهر الشاب عدوانية كبيرة أمام الطاقم الطبي وأعوان الأمن الداخلي. وعند وصول الشرطة التقط مشرطا للجراحة وعبأ حقنة بمحاليل طبية كانت واقعة بالأرض، ثم هدد أعوان الشرطة بالإنتحار، وواصل تهديداته إلى أن تمكن أحد أعوان الأمن وهومن أقاربه من السيطرة عليه وتوقيفه. وأكد الأطباء والممرضون أن لياليهم بالعيادة تحولت إلى جحيم، وأصبحوا عرضة للسب والشتم والضرب، وحتى التهديد بالقتل، حيث سبق وأن حطمت نوافذ وأبواب العيادة من طرف أشخاص مدمنين في مرات عديدة. ولم تمض سوى خمسة أسابيع على قيام أحد الأشخاص بمطاردة ممرض بواسطة خنجر داخل العيادة إلى غاية وسط المدينة، كما قام مسبوق بالاعتداء على الحارس فأفقده البصر بضربة وجّهها له في ساعة متأخرة من الليل. وطالب المنتسبون للعيادة من السلطات المختصة إقامة مركز دائم للأمن يعمل على مدار الساعة وذلك لحماية المناوبين.