شهد، أمس، نقاط التماس في العاصمة اليمنية صنعاء، استعدادات عسكرية لافتة من قبل القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وأنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر والقوات الموالية للثورة المتمثلة بالفرقة الأولى مدرع بقيادة اللواء علي محسن الأحمر، وسط حديث عن فشل مهمة المبعوث الأممي لليمن جمال بن عمر. ونقل موقع “التغيير” اليمني عن شهود عيان قولهم إن أحياء الحصبة وصوفان وشارع عمران وجولة سبأ والشوارع الفرعية في الحصبة والمجاورة لوزارة الداخلية اليمنية والمناطق المحيطة بمقر قيادة الفرقة الأولى مدرع، تشهد انتشارا كثيفا لآليات عسكرية وأفراد من الجند، وعناصر قبلية مسلحة، وأن تلك المناطق تشهد حفرا للخنادق وبناء المتاريس والحواجز الإسمنتية بشكل كبير من قبل الطرفين، فيما يعتقد أنه استعداد لمواجهات قد تشهدها العاصمة بين الجانبين قريبا. وأضاف شهود العيان أن مناطق التماس بين الجانبين تشهد تحركا لقطع عسكرية ثقيلة وانتشار لحاملات الجند والمدرعات والأطقم العسكرية، كما تشهد تمترس وانتشار لرجال القبائل من أنصار الشيخ الأحمر، وان السكان في تلك المناطق يشعرون بخوف شديد من تجدد المواجهات، خصوصا وأن صالح هدد بالحرب في حال اجبر على نقل سلطاته إلى نائبه. وكانت المناطق الشمالية للعاصمة صنعاء شهدت خلال اليومين الماضيين اشتباكات متقطعة بين قوات صالح والقوات المؤيدة للثورة، بشارع التلفزيون، في حين شهد حي الحصبة مناوشات مسلحة محدودة بين مجاميع قبلية من أتباع الشيخ صادق الأحمر ومجاميع عسكرية موالية لنظام صالح. وكانت مصادر صحفية قالت إن قوات الرئيس والقوات المؤيدة للمعارضة استنفرت استعدادا لمواجهات محتملة بعد شيوع أنباء فشل مهمة المبعوث الأممي، حيث أكد هذا أن التسوية ينبغي أن تكون وفقا لنتائج الحوار الذي دار بين نائب الرئيس اليمني وقادة المعارضة في جويلية الماضي، وهو الاتفاق الذي تم من خلاله استبدال البند الخاص باستقالة الرئيس ببند ينص على أن يفوض نائبه بسلطات عند الدعوة لانتخاب رئيس جديد للبلاد. وفي هذا الإطار قالت مصادر حكومية أن اللواء علي محسن الأحمر أصدر تعليمات عاجلة إلى المليشيات التابعة لحزب الإصلاح وعناصر الفرقة الأولى مدرع بتكثيف عمليات التفتيش على المواطنين والسيارات في الأماكن التي تسيطر عليها قواته والتحقق من هويات ركابها، والقبض على أي شخص يتبين أنه من موظفي الدولة مدنيين وعسكريين واقتيادهم إلى السجن في مقر الفرقة الأولى مدرع. وقالت المصادر إن مليشيات مسلحة من الفرقة الأولى مدرع وحزب الإصلاح وجامعة الإيمان تقوم بمهاجمة واقتحام وتفتيش منازل كل من يتبين لها أنهم من موظفي الدولة، سواء من المدنيين أو العسكريين، في الأحياء القريبة من مقر الفرقة والقبض عليهم، ونقلهم إلى مقر قيادة الفرقة الأولى، حيث يتم احتجازهم وإيداعهم في زنازين وسجون خاصة هناك. كما كانت وزارة الداخلية اليمنية اتهمت مؤخرا أتباع الزعيم القبلي النافذ، صادق الأحمر، بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بالعاصمة صنعاء، والمعمول به منذ 25 أكتوبر الفائت. وقالت الوزارة، عبر موقعها الإلكتروني، إن مقاتلي الشيخ الأحمر، زعيم قبيلة حاشد المشهورة، نهبوا ممتلكات عدد من المؤسسات الحكومية في منطقة الحصبة، شمال غربي العاصمة، من بينها مؤسسة مطابع الكتاب المدرسي. كما اتهمت وزارة الداخلية أتباع الأحمر، الذي أعلن في مارس تأييده لمطالب المحتجين الشباب المعارضين للرئيس علي عبدالله صالح، بحفر خناق جديدة بالقرب من المقر الرئيسي لحزب المؤتمر الحاكم، والمدمر منذ المعارك التي اندلعت بين الجانبين في مايو الماضي.