فوضى وإضرام نيران في احتجاج على الأوضاع المزرية بلاڤلاسيار منازل، فنادق ومؤسسات حكومية تغرق بولايات الوسط
كلما عاد موسم الغيث، عادت معه أخبار الفيضانات التي تضافرت مياهها مع سوء التسيير ولامبالاة المسؤولين، لتجعل من اليوميات الشتوية للمواطنين، كوابيس حقيقية، وصلت حدّ مشاهد الموت غرقا، كما وقع، ليلة أول أمس، مع أحد سكان باش جراح بقلب العاصمة، ناهيك عن الخسائر المادية الكبيرة التي يتكبدها المواطنون، في الوقت الذي توجّه فيه أصابع الاتهام إلى بعضهم بحجة انتهاكهم لقوانين العمران وبناءاتهم المتاخمة للوديان... بلديات الضاحية الشرقية للعاصمة في حالة طوارئ قتيل وإصابة شخصين بجروح بليغة في فيضان الوادي بباش جراح فوضى وإضرام نيران في احتجاج على الأوضاع المزرية بلاڤلاسيار أحدثت الأمطار الأخيرة التي تهاطلت على العاصمة وضواحيها خلال اليومين الماضيين حالة طوارئ بالعديد من الأحياء، خصوصا بحي قسبار دبروني ببلدية باش جراح، حيث استيقظ سكانه على وقع فيضان الوادي الذي أدى إلى حدوث كوارث مادية وبشرية، راح ضحيتها شخص وأصيب آخران بجروح بليغة استدعت نقلهم على وجه السرعة إلى مستشفى سليم زميرلي بالحراش. شهدت بلديات العاصمة خلال اليومين الماضيين فوضى كبيرة، صحبتها احتجاجات متتابعة للسكان الذين يشتكون من فيضان الوادي وهشاشة سكناتهم، ناهيك عن وضعية الطرقات المتدهورة التي دفعت الكثير منهم للخروج إلى الشارع من اجل إيصال ندائهم إلى الجهات العليا لعلها تستجيب لمطلبهم، وهو الوضع الذي عاشه حي قسبار بدروني ببلدية باش جراح، أمس، عندما خرجت أزيد من 146 عائلة تقطن السكنات الهشة منذ 13 سنة إلى الشارع، وأقدمت على قطع الطريق المؤدي إلى باش جراح والحراش بإضرام النيران في العجلات المطاطية وقارورات الغاز، تعبيرا عن رفضهم للتماطل المنتهج من طرف مسؤوليهم إزاء خطر فيضان الوادي المتربص بهم، والذي أدى إلى إصابة شخصين بجروح بليغة وقتل شخص يبلغ من العمر51 سنة، والحصيلة مرشحة للارتفاع بالطريق المؤدي إلى حي تريبولي، حيث عاش سكانه أمس حالة تأهب جراء ارتفاع منسوب مياه الوادي إلى أزيد من مترين، الأمر الذي استدعى تدخل فرق الإغاثة للبحث عن المزيد من المفقودين، من طرف شباب متطوع وكذا الحماية المدنية التي عجزت عن احتواء الوضع في ظل ارتفاع منسوب مياه الوادي من جهة، وافتقارها للوسائل اللازمة من جهة أخرى. وحسب رواية بعض المواطنين فإن السبب وراء تفاقم الوضع هو مجرى الوادي الذي أصبح ضيقا ولا يستوعب الكميات الهائلة من الأمطار بسبب البنايات التي شيدت خلال السنوات الماضية على حساب مجرى الوادي. عائلات تبيت في العراء ومنسوب الوادي ينذر بكارثة حقيقية الزيارة الميدانية التي قادت “الفجر” إلى عين المكان جعلتنا نقف عند حالة الهلع التي تعيشها العائلات القاطنة على ضفتي الوادي، والتي وجدناها رفقة أولادها في الشارع وعلى حافة الوادي تنتظر تدخل المسؤولين من أجل انتشالها من كارثة حقيقية، خاصة وأن منسوب المياه ارتفع لأزيد من متر ونصف المتر غير أنهم في المقابل لم يسجلوا أي تدخل لمسؤوليهم من أجل نقلهم من المكان أو إحضار مضخات لإخراج المياه من سكناتهم التي أغرقت عن آخرها. جدار ينهار على أصحابه بحي بولعراس بالحراش وغير بعيد عن حالة التأهب التي عاشتها العائلات القاطنة على ضفاف الوادي وجدنا عائلات أخرى تفترش الشارع وتعيش مرارة البرد القارس، بدل الموت تحت الأنقاض، هو الوضع الذي عاشه سكان البنايات الهشة ببلدية الحراش الذين وجدناهم في أوج غضبهم بسبب سياسة اللامبالاة التي تنتهجها سلطاتهم إزاء ترحيلهم إلى سكنات لائقة التي وعدوا بها في الكثير من المناسبات غير أنهم لم يشهدوا أي تغيير رغم حالة الهلع التي يعيشونها كل فصل ماطر. .. ووادي عبدي يحدث حالة هلع بالخرايسية من جهتهم، عاش سكان حي عبدي ببلدية الخرايسية بالعاصمة حالة هلع بسبب ارتفاع منسوب مياه الوادي إلى أقصاه، ما اضطرهم للمبيت في العراء في انتظار تدخل مصالح الحماية المدنية التي احتوت الوضع في الساعات الأولى من حدوث الفيضان. موازاة مع ذلك أكد مصدر مسؤول من فرق الإغاثة التي وجدناها بعين المكان، أن الكوارث حدثت أغلبها في السكنات المتواجدة بضفاف الوادي والسبب لا يعود - حسبه - إلى غياب الحواجز وإنما إلى التشييد العشوائي للسكنات الفوضوية بمحاذاة الوديان والتي أدت بدورها إلى التضييق في مجاري الوديان. خالدة بن تركي انهيار الجدار الخارجي لإكمالية وتحطم سيارات بالحمامات أحياء العاصمة عائمة وسكان البدر أكبر المتضررين أغرقت الأمطار الغزيرة، المتساقطة خلال اليومين الماضيين، العديد من الأحياء بالعاصمة، على غرار حي البدر ببلدية باش جراح والذي شهدت خلاله العشرات من المنازل والمحلات خطر فيضان الوادي، ما تسبب في خسائر مادية فادحة، وكذلك كان الحال ببلدية الحمامات التي انهار بها السور الخارجي لإحدى الإكماليات ما أدى إلى تحطم عدد من السيارات كانت مركونة بجانبه. أفاق، صبيحة أمس، العشرات من المواطنين القاطنين بحي البدر وكذا الناشطين بمحلاتها على مصيبة فيضان الوادي المجاور لهم، حيث وجدتهم “الفجر” في حالة تأهب قصوى لتنظيف مخلفات الفيضان الذي تسبب في إغراق محلاتهم ومنازلهم وكبدهم خسائر مادية معتبرة، على غرار الأثاث بالنسبة لأصحاب المنازل والأفرشة التي وجدها أصحابها تسبح في المياه، ناهيك عن السلع سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية مثل السكر والدقيق والحبوب أو مواد تغليف الحلويات التي وجدها التجار تسبح في المياه. ومع ذلك لم تتحرك مصالح مؤسسة تطهير قنوات الصرف الصحي لتأدية واجبها، حيث اكتفى عمال البلدية بنزع القصب الذي كان يسد مجرى سيل الوادي، حتى لا يستمر منسوبه في الاعتلاء مما يؤدي إلى إغراق سكان الحي، هؤلاء الذين اضطروا مؤخرا إلى جلب عمال بمعدات خاصة من أجل تحطيم العمود الذي كان يسد مجرى الوادي وتسبب في تجمع مختلف القاذورات والأوساخ بتلك النقطة مما يتسبب في فيضانه بمجرد نزول المطر، كما تحملوا تكاليف تلك العملية دون تدخل أي جهة. وفي ذات السياق عبر السكان والناشطون بحي البدر عن سخطهم الشديد من الأشغال الأخيرة التي تمت بحيهم، والتي شملت تغيير قنوات الصرف الصحي، لأنها لم تكن عملية ناجحة بحيث تم استبدال القنوات القديمة بأخرى جديدة ولكنها لا تخضع للمعايير المطلوبة، لأن القنوات المستبدلة من البلاستيك، كما أنها ضيقة وصغيرة مما يجعلها غير مجدية، ونظرا لذلك أصبحت بالوعات المنازل ودورات المياه تفيض بمجرد سقوط الأمطار بغزارة. نفس الظروف أجبرت تلاميذ متوسطة حي البدر على ترك مقاعدهم المدرسية لمدة أسبوع، حسب ما أكده السكان، والسبب راجع لغرق هذه الإكمالية في مياه الأمطار، ما أدى إلى حرمان التلاميذ من إجراء امتحانات الفصل الأول في وقتها، وحرمهم من مزاولة الدراسة، لتستمر عطلتهم هذه في حال ما إذا استمر نزول الأمطار خاصة إن كان بهذه الغزارة. من جهتهم، طالب قاطنو حي البدر وتجاره بضرورة استكمال مشروع القناة التي من شأنها حماية مدينتهم ومدن أخرى يمر من خلالها هذا الوادي، من خطر الفيضانات عند نزول الغيث، هذا المشروع الذي يبدأ من عين النعجة ويصب بوادي الحراش على طول 800 متر مربع بحسب ما أكده المواطنون، والذي توقفت أشغاله عند 400 متر فقط ولم يستكمل. بلدية الحمامات غرب العاصمة لم تنجو أيضا من الضرر الذي خلفه المطر، حيث انهار السور الخارجي لإكمالية “عمر راسم” متسببا في تحطم العديد من السيارات التي كانت مركونة بجانبه، ما أدى إلى حدوث فوضى وسخط أصحاب هذه المركبات من السلطات المحلية التي كانت تعلم بحالة الجدار الخارجي للمتوسطة ولم تصلحه. سليمة حفص منازل، فنادق ومؤسسات حكومية تغرق أمطار الغيث تتحول إلى نقمة على ولايات الوسط أسفرت الحصيلة الأولية لمصالح الحماية المدنية الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي اجتاحت ولايات الوسط عن تسجيل عشرات الضحايا وانهيار عدد من أسقف المنازل، إلى جانب اجتياح مياه الأمطار للعديد من المؤسسات العمومية، وإثر الكوارث التي خلفتها قام عدد من المواطنين بالأماكن المتضررة بغلق الطرقات احتجاجا على الحالة التي آلت إليها سكناتهم. سجلت مصالح الحماية المدنية من خلال آخر إحصائية لها بخصوص مخلفات الفيضانات الأخيرة بالنسبة للعاصمة، عشرات الضحايا وانهيار العديد من أسقف المنازل كما قامت المياه باجتياح عدد من المؤسسات العمومية، حيث تم تسجيل انهيار مبنى قديم وسقف منزل ببلدية باب الوادي، إضافة إلى انهيار جزئي لسقف منزل وكذا شرفة منزل آخر، كما تم إنقاذ خمسة أشخاص في ذات الحي. وبعد ارتفاع منسوب المياه الكبير بوادي أوشايح تم تسجيل تسرب مياه الأمطار إلى المنازل، وهو ما حدث أيضا في موقف الحافلات ببومعطي، إلى جانب انهيار أرضي بالقرب من أربعة منازل في شارع عبد القادر وهران بالدرارية. كما أوضحت الحصيلة الرسمية للحماية المدنية أن مصالحها قامت بتنفيذ أربع وخمسين عملية تخص تسريح مياه الأمطار في كل من بلديات الجزائر، حيدرة، الشراڤة، عين بنيان، القصبة، سيدي امحمد، بلوزداد، بئر مراد رايس، جسر قسنطينة، حسين داي، الحراش، وبرج البحري. أما في ما يخص الولايات الأخرى فقد سجلت ذات المصالح أضرارا مشابهة لتلك التي أحصتها في العاصمة، ففي ولاية غليزان جرفت مياه الأمطار الأحياء السكنية والمباني العامة في كل من حي 646 سكن، عيسات إيدير، باسطال، مقر الدرك الوطني، إضافة إلى عدد من البنوك وفندق واحد. أما بالنسبة لولاية عين الدفلى فقد تسربت مياه الأمطار إلى ستة منازل إلى جانب عدد من الشركات الخاصة، وفي جيجل سجلت مصالح الحماية المدنية اجتياح مياه الأمطار لكل من المقر الرئيسي لمقر الجمارك إلى جانب عدة منازل دون أن تخلف أضرارا مادية. أما بولاية تيزي وزو فقد جرفت مياه الأمطار منزلا يقع في مدينة مدوحة، دون تسجيل أي أضرار بشرية. وكنتيجة لما خلفته هذه الأمطار تم تسجيل احتجاج كبير من قبل سكان وادي أوشايح الذين قاموا بغلق الطريق احتجاجا على جرف المياه لأحد المواطنين الساكن على ضفاف الوادي، وفي ذات السياق قامت مصالح الأمن بتطويق الطرق المؤدية لبلدية باش جراح وذلك بعد ما أقدم السكان على غلق النفق، متهمين بذلك السلطات بالتماطل في تسريح المجاري المائية.