قنوات الصرف والبالوعات عجزت عن امتصاص المياه الأمطار تتسبب في خسائر مادية وعرقلة حركة المرور بالوطن تتسبب الأمطار الموسمية بأغلب المدن الجزائرية، في إحداث انسدادات كبيرة على مستوى مختلف الطرق الوطنية المارة منها والبلدية والولائية المتفرعة عنها، وذلك بسبب تغلغل الأتربة والنفايات الصلبة إلى المجاري المائية والبالوعات الناقلة لمياه الصرف، مما يؤدي إلى شل حركة المرور وتعطل انشغالات المواطن وتسجيل خسائر مادية واقتصادية معتبرة.
وإذا كان المواطن يطرح في الكثير من الأحيان عند حدوث أي انسداد عدم التزام الجهات المختصة وعلى وجه التحديد البلديات المعنية بالمشكل بتنقية مجاري مياه صرف المياه، فإن أهل الاختصاص يطرحون في الوقت الراهن مشكل التسيب الصادر عن مختلف المصالح التابعة للعديد من الولايات الجزائرية المسجل عند إنجاز أشغال التهيئة والتعمير والبناء والأشغال العمومية، والتي عادة ما تؤدي بسبب إهمال منافذ الصرف إلى سد المنافذ الرئيسية للبالوعات، ومن ثم استحالة صرف المياه.
المهندسون: القائمون على الأشغال العمومية هم سبب انسداد البالوعات
وحسب بعض المهندسين والعارفين بهذا المجال، فقد أرجعوا هذا المشكل إلى تسبب القائمين على مختلف الأشغال العمومية في سد البالوعات عند إنجازهم لأشغال التزفيت، مضيفين أن حالات عديدة تعكس وجود هذا المشكل بشكل مثير للانتباه بولايات الجزائر، وهو الذي يقف وراء العديد من الانسدادات على مستوى بعض البلديات بالولايات، حيث وعند تزفيتها للأرضية دائما ما تهمل الإبقاء على فتحات البالوعات التي كانت متواجدة من قبل، مما تسبب في حدوث انسداد على هذا المستوى، ونفس الأمر يتكرر حسب محدثنا في العديد من البلديات خاصة بقلب الجزائر على غرار بلدية "بلوزداد" وبالتحديد على مستوى نهج "جيش التحرير الوطني".
إلى يومنا هذا ما زال الكثير من الجزائريين ينكمشون على أنفسهم خوفا، كلما مروا راجلين أو في سياراتهم، على منحدر "فريفالون" بأعالي العاصمة، هذا الطريق المؤدي إلى "باب الوادي"، وإلى الوادي أيضا يخافون لأن صور فيضانات العاشر من نوفمبر من عام 2001 مازالت عالقة بأذهانهم، مثلما مازالت عالقة بأذهان الكثير من سكان "باب الواد" صورة 4 فتيات صغيرات منكمشات على بعضهن البعض، عثر عليهن بمستودع للتبغ والمحافظ معلقة على ظهورهن، قرابة 10 سنوات مرت على هذه الكارثة ومازال الجزائريون يذكرونها، لأن أسبابها وجزءا من مشاهدها مازالت تتكرر مع كل فصل شتاء، في العاصمة وفي كل المدن الجزائرية على حد سواء ودون استثناء، ولا تتكرر هذه المشاهد المروعة مع كل شتاء لأن حجم الأمطار المتهاطلة كبير، فما يتساقط من أمطار في دول أخرى لا يعرفه الجزائريون بعد، وما كان يسقط من أمطار منذ نصف قرن مضى، لا يتذكره إلا الطاعنون في السن، ومع ذلك لا أحد منهم يذكر أن كوارث بحجم الكوارث التي تحدث اليوم قد حدثت، المسألة بسيطة جدا تبدأ من البالوعة الصغيرة المسدودة منذ الصيف، ومن الطريق الذي حفر من أجل إيصال قنوات الغاز وصرف المياه أو إيصالها، ثم لا يعبد مرورا بانجراف التربة بسبب عمليات الحفر المتواصلة الفوضوية في سلسلة المرتفعات، وصولا إلى الغطاء النباتي الذي أتت عليه حركة البناء، وقد أعلنت وزارة الموارد المائية أن خريطة المناطق المهددة بالفيضانات ستكون جاهزة قريبا، وستوضع مباشرة تحت تصرف المسؤولين على مستوى مختلف الوزارات والولايات والبلديات، لاتخاذ القرارات المناسبة لحماية المناطق المعنية، كما تم تخصيص 20 مليار دينار للمشاريع الخاصة بحماية المدن من الفيضانات، وهي حاليا في طور الإنجاز عبر مختلف الولايات الجزائرية، ما الذي تم في هذا الإطار إلى حد الآن؟ لا أحد يدري، ومازال الجزائريين ينامون بعين والعين الأخرى تراقب السقف مازالوا يموتون غرقا وتحت الأنقاض وتخنقهم غازات المدفئات·
الأمطار تغرق العاصمة في الطمي والوحل
تسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في الأيام القليلة الماضية على العاصمة في إجلاء العديد من العائلات القاطنة بمحاذاة الوديان من منازلها، بسبب ارتفاع منسوب المياه، كما شلت حركة المرور كلية بمعظم طرقات العاصمة، خاصة من الجهة الغربيةوالجنوبية، أما باقي ولايات الوطن، فهي الأخرى سجلت قطع عدة طرقات منها بسبب انهيار الجسور وانجراف التربة· سجلت مصالح الحماية المدنية بسبب التقلبات الجوية التي عرفتها، العاصمة من الجهة الغربيةوالجنوبية للعاصمة إجلاء 39 عائلة قاطنة بمحاذاة الوديان من منازلها بسبب ارتفاع منسوب مياه هذه الوديان، منها 24 عائلة ببلدية "بئر توتة" و9 عائلات أخرى تم إجلاؤها من طرف الحماية المدنية من بين 40 عائلة إلى مراكز الإيواء ب"تسالة المرجة" و6 عائلات في بلدية "بئر توتة" غمرت مياه الوديان مساكنها، وتم أيضا إجلاء سبعة أشخاص كانوا متواجدين في فندق بمنطقة ''بالم بيش'' بعد أن ارتفع منسوب المياه فيه إلى نصف متر، كما غمرت مياه الأمطار الغزيرة عدة طرقات وأنفاق، منها الطريق الرابط بين "الشراقة" و"أولاد فايت" والطريق من فندق "الشيراطون" نحو "سطاوالي"، حيث تم إخراج سيارة من نفق "عين البنيان" و"سطاوالي" الذي غمرته مياه الأمطار، وحسب حصيلة لمصالح الدرك الوطني فقد أدت الأمطار إلى انسداد الطرقات، من بينها الطريق الولائي رقم 05 الرابط بين "بوشاوي" والقرية الفلاحية ببلدية "الشراقة" والطريق الرابط بين الجزائر وتيبازة والطريق المحول من "أولاد فايت" إلى "الدويرة" والطريق المحول من نادي "الصنوبر" إلى بلدية "سطاوالي"، وتثاقلت حركة المرور إلى غاية منتصف نهار أمس، هذا وتسببت سوء الأحوال الجوية في قطع طرقات أخرى، ففي ولاية البليدة قطع الطريق الولائي رقم 112 الرابط بين "بوفاريك" و"بن خليل" في قرية "بن شعبان" لبلدية "بن خليل"· كما سجلت نفس المصالح انهيار جسر بولاية قالمة في الطريق الولائي رقم 27 الرابط بين مدينة "برج السباط" و"بن باديس" بولاية قسنطينة، وتسببت أيضا في إعاقة حركة المرور، أما فيما يخص الطرقات التي قطعت بسبب انجراف التربة من جراء الأمطار الغزيرة التي تهاطلت في ولاية بجاية في الأيام القليلة الماضية، فقد قطع الطريق الوطني رقم 09 الرابط بين ولاية سطيف وبجاية.
قنوات الصرف والبالوعات عجزت عن امتصاص المياه
أفادت مصالح الحماية المدنية أن امرأة هلكت، الأربعاء الفارط، بعد أن جرفتها مياه وادي "بوزرار" في بلدية "سيدي معروف" بولاية جيجل جراء الأمطار الغزيرة التي سجلت بالمنطقة، وكذا تسجيل عدد من الجرحى إضافة إلى تسببها في مناطق عديدة في خسائر مادية وتسربات للمياه. ذكرت حصيلة الحماية المدنية للأيام الأربعة الأخيرة، والمتعلقة بسوء الأحوال الجوية، أن مدخل ولاية يججل الشرقي قد انهار جزء كبير من جسر أمام المحطة المتعددة الخدمات الجديدة، كما غمرت الأوحال المحطة مما أدى بأصحاب النقل العمومي إلى التوقف خارجها، بعدما شهدت المنطقة أمطارا غزيرة وكذا عواصف هوجاء، إضافة إلى تسرب كميات كبيرة من المياه إلى منازل المواطنين ومرافق عامة، حيث قامت مصالح الحماية المدنية في ولاية جيجل بعمليات صرف المياه على مستوى بعض المقرات إضافة إلى الأمطار التي تسربت إلى العديد من الأحياء بجيجل و"الطاهير" و"الميلية" كما خلفت الأمطار الأخيرة التي تساقطت وفاة شخصين، ويتعلق الأمر بامرأة جرفتها مياه الوادي بولاية جيجل والسابق ذكرها وشرطي من ولاية سكيكدة تمكنت السيول الجارفة من جرف مركبته قبل أن تعثر مصالح الحماية المدنية على جثته، فيما أعلنت مصالح الحماية المدنية حالة استنفار بسبب تساقط كميات كبيرة من الأمطار لمدة طويلة، وقد تسببت التقلبات الجوية في مناطق عديدة من ولاية جيجل في خسائر مادية وبشرية، إضافة إلى تسجيل تسربات للمياه تطلبت صرفها عن طريق الضخ. وساعدت الأجواء الممطرة التي عرفتها ولاية جيجل على كشف عيوب الإنجازات التنموية؛ حيث عرّت السيول والأمطار الغزيرة التي تهاطلت طيلة اليومين الأخيرين، كلما تم إنجازه من سكنات وطرقات وجسور، ففي عاصمة الولاية ودائرة "الطاهير" خصوصا، لم تتمكن مجاري صرف المياه والبالوعات المسدودة من امتصاص الكم الهائل من الأمطار المتهاطلة، لتتحول كل التجمعات السكانية والساحات العمومية إلى برك، وأدت إلى قطع طرق وعزل العديد من القرى وحتى المدن الكبري.
الأمطار تتسبب في خسائر مادية وعرقلة حركة المرور بولايات الوطن
تسببت الاضطرابات الجوية المصحوبة بأمطار غزيرة التي شهدتها عدة ولايات عبر الوطن في الأيام القليلة القادمة، في عرقلة حركة المرور عبر محاور بعض الطرقات وغمر المياه للمساكن في عدد من الأحياء بسبب السيول وفيضان بعض الأودية دون تسجيل خسائر في الأرواح. فبولاية الجزائر سجلت صبيحة بداية تهاطل الأمطار صعوبة في استعمال الطرقات في عدد من بلديات غرب الولاية، حيث سجلت فيضانات في الطريق الاجتنابي الغربي الرابط بين مدينتي الجزائر وتيبازة، وعلى مستوى محول "أولاد فايت"، "الدويرة" ومحول مستشفى "زرالدة" في نواحي جسر”دنيا” بلدية "دالي إبراهيم" وفي المكان المسمى "بافارواز" ببلدية "الشراقة".
ولوحظت نفس الوضعية في الطريق الولائي رقم 5 الرابط بين "بوشاوي" والقرية الفلاحية وعلى مستوى المحول الجديد لنادي "الصنوبر" بلدية "سطاوالي"، كما تسببت الأمطار الغزيرة في غمر سكنات في بعض الأحياء بفعل ارتفاع منسوب المياه للمجاري المائية والوديان حيث أحصت مصالح الحماية المدنية مالا يقل عن 44 تدخلا لإجلاء العائلات المنكوبة دون تسجيل خسائر في الأرواح، وفي هذا الصدد سجلت مصالح الحماية المدنية تدخلا بالشاطئ "الأزرق" "آزور بلاج" قرب "سطاوالي" أين تم إجلاء 27 عائلة بسبب غمر المياه لبيوتها كما تم إجلاء سبعة أشخاص من فندق “لانوماد” الواقع بشاطئ النخيل.
وب"بئر توتة" و تحديدا على مستوى طريق "سيدي عابد" تدخلت مصالح الحماية المدنية لإجلاء تسع عائلات بعد أن غمرت المياه نحو 40 سكنا، ومن جهة أخرى قامت مصالح الحماية المدنية بإخراج سيارة احتجزت في النفق الرابط بين "عين البنيان" و"سطاوالي" نتيجة ارتفاع منسوب المياه بداخله، وبولاية البليدة تسببت الأمطار الغزيرة المتهاطلة ليلة السبت إلى الأحد خلال الأسبوع المنقضي في فيضان وادي "بن شعبان" مجتاحا البيوت السكنية المتواجدة على ضفافه. وحسب معطيات مصالح الحماية المدنية فإن ما لا يقل عن 60 منزلا قد غمرته مياه الوادي بعد ارتفاع منسوبه بفعل الأمطار الغزيرة المتهاطلة، وقد سخرت مصالح الحماية المدنية التي تدخلت منذ الساعات الأولى مدعومة بمصالحها في كل من ولايات بومرداس، تيبازة والمدية وكذا الوحدة الوطنية للتدريب والتدخل بالعاصمة كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة، لإسعاف وإجلاء السكان المتضررين وترحيلهم مؤقتا، وباستثناء الخسائر المادية لم يسجل خسائر بشرية. خسائر مادية جراء تساقط الأمطار ببعض الولايات أما بولاية بسكرة فقد تسببت التقلبات الجوية التي عرفتها الولاية خلال أيام الأسبوع الماضي، في إلحاق أضرار بالعديد من السكنات وشبكة الكهرباء بالإضافة إلى عرقلة حركة المرور، وحسب مصادر الحماية المدنية فإن الأمطار المتساقطة والتي وصلت خلال هذه الفترة إلى حوالي 40 ملم ألحقت خسائر مادية ببعض الأحياء السكنية لاسيما تلك المبنية بالمواد التقليدية، بحيث تمت معاينة 11 وحدة سكنية متضررة، كما تضررت 7 خطوط كهربائية عبر نقاط مختلفة بالولاية الأمر الذي دفع إلى توفير حراسة أمنية للشبكة من طرف أعوان الحماية المدنية إلى غاية تدخل الفرق التقنية التابعة لمؤسسة "سونلغاز" بغرض تصليح الأعطاب، وقد ذكرت مصادر الحماية المدنية أن سيول الأمطار الجارفة غمرت تجمعات سكنية ومحاور طرق رئيسية وممرات ذات كثافة في حركة المرور عبر العديد من بلديات الولاية على غرار "سيدي عقبة" و"زريبة الوادي" و"أولاد جلال" وعاصمة الولاية، مشيرة في نفس إلى أن وحدات الحماية المدنية تدخلت 6 مرات باستعمال معدات هيدروليكية لضخ المياه وإفساح الطرقات من المياه والأوحال. أما بولاية عنابة فقد تسبب تهاطل الأمطار الغزيرة في الأيام الماضية، في انهيار جزئي لبناية عتيقة غير آهلة بالسكان واقعة بشارع "الفداء" مما أدى إلى إصابة أحد المارة بجروح خطيرة، وقد سجلت مصالح الحماية المدنية خمس عمليات لضخ مياه الأمطار التي تسربت إلى داخل مؤسسات تعليمية في بلدية "بسباس" وبالطارف. كما تم تسجيل عمليات تدخل في بلدية "بن مهيدي" و"حي الشهداء" و حي "بن عمار" وقرية "سيدي قاسي". وبالنسبة ليوم الغد الاثنين فحسب مصادر الديوان الوطني للأرصاد الجوية سيظل الجو مضطربا في مناطق شمال البلاد بينما سيكون مغيما في الجنوب مع هبوب رياح معتدلة وسيتحسن الجو ابتداء من يوم الخميس .
جسور قسنطينة وأبواب عماراتها غمرتهما السيول الجارفة هذا وتسببت الأمطار التي تهاطلت على مدار يومين بعاصمة الشرق وبلغ حدها الأقصى 41 ملم، حسب نشرية محطة الأرصاد الجوية، في غلق الكثير من الجسور وانهيار في منطقة "كوديا بوعاتي"، حيث أدت السيول الكبيرة التي اجتاحت مختلف بلديات الولاية إلى انهيار جزء من هضبة ترابية مقابلة لمديرية التربية بشارع "الكودية"، وسقوط مصابيح كهربائية بشارع "محمد بلوزداد"، لحسن الحظ لم تخلف خسائر مادية أو بشرية، وقد أدت هذه الأمطار إلى غلق مداخل العمارات بكل من حي "التوت" وحي "بوالصوف" وحي "السطوح" بسبب كميات الأمطار، كما أمضى سكان بعض البيوت القصديرية والهشة ليلة بيضاء خوفا من الانهيار على غرار حي "السيف" الذي غمرته المياه و"فج الريح" والأحياء الهشة ب"المدينة القديمة"، أما مختلف الطرقات ومداخل المدينة فقد شهدت انسدادا كبيرا، حيث غمرت المياه جسر "باب القنطرة" بعد تسرب المياه داخل السيارات وتسببها في عرقلة المرور وازدحامها، كما أصبحت أغلب الأنفاق في المدينة بركا من المياه أسفرت عن انسداد البالوعات كون الصيانة التقنية التي من المفروض أن تكون خلال الصائفة لم تتم من قبل أعوان مؤسسة "سباكو". حيث كانت لنا جولة ميدانية لمعرفة رأي بعض المواطنين حول السبب الرئيس في انسداد البالوعات وكثرة الأوحال.. وغيرها وكان لنا ما يلي: عبد الغني أوكيل سائق حافلة: بالطبع السلطات المحلية لم تستوعب الدرس من الفيضانات التي اجتاحت ولاية بومرداس في "باب الوادي"، وراح ضحيتها المئات من الأشخاص، بسبب تماطل السلطات في تهيئة هذه القنوات التي سدّت منذ سنوات، وما حدث مؤخرا في مختلف ولايات الوطن يدل على سياسة البريكولاج· برحال نجيب عاطل عن العمل: إن فصل الشتاء يفضح سياسة البريكولاج، فلقد قرأت في الصحف أن الفيضانات اجتاحت معظم مناطق ولايات الوطن، وأن الكثير من المنازل جرفتها مياه الأمطار، وحتى الطرقات تضررت، وكل هذا راجع إلى مسؤولية السلطات المحلية التي لا تراقب المشاريع التي تنجزها ولا تبالي بأرواح الناس· عباس مهندس عاطل عن العمل: إذا لم تقم السلطات المحلية بصيانة القنوات المسدودة قبل حلول فصل الشتاء، فإن الفيضانات ستجتاح كل الولايات التي تعاني من القنوات المسدودة، ويمكن أن يتكرر سيناريو الفيضانات التي اجتاحت "باب الوادي" وعلى الحكومة أن تتخذ كل الإجراءات اللازمة للحد من ظاهرة الفيضانات التي تعرفها الجزائر، كلما حلّ فصل الشتاء، حيث يبيت الكثير من المواطنين في العراء، بعد أن تجرف المياه منازلهم، وما حدث في كل من ولاية الأغواطوقسنطينة دليل على أن خطر الفيضانات ما زال يهدد الجزائر· منير تاجر :الفيضانات راح ضحيتها المواطن العادي والمسؤولون أصبحوا لا يفكرون إلا في مصالحهم وجمع المال، ولم يستفيدوا مما حدث في الماضي، ولكن ما لم استطع فهمه هو أن الحكومة تضع ميزانية مالية ضخمة، لإعادة تهيئة هذه القنوات لتفادي الفيضانات، ولكن ما يحدث هو العكس· الأمطار تكشف سياسة "البريكولاج" بمشاريع الأغواط
من جهتها تسببت كميات الأمطار المتساقطة على مدينة الأغواط في تشكيل برك مائية عبر مختلف الأحياء والشوارع، وأمام المدخلين الرئيسيين للولاية والبلدية، الأمر الذي تسبب في تعطيل حركة السير على امتداد شارع "الاستقلال" إلى غاية وسط المدينة، وهو ما دفع عشرات المواطنين إلى مطالبة والي الولاية بالتحقيق في مشاريع التهيئة والتحسين الحضري التي التهمت آلاف الملايير، على غرار قنوات صرف المياه المنجزة منذ عدة أشهر فقط والتي تعرضت للانسداد. وتعطلت حركة السير انطلاقا من حي "المعورة" إلى غاية وسط المدينة نتيجة انسداد قنوات صرف مياه الأمطار التي لم تتحمل كثافة التساقطات، وألحقت أعطابا كثيرة بمحركات المركبات الغارقة في الفيضانات، واضطر سكان أحياء "250 مسكنا" و"600 مسكن" وقصر "البزائم" و"الشطيط" و"252 مسكنا" بالقرب من مسجد "الصحوة" و"150 سكنا" بالمدخل الشمالي للمدينة إلى تصريف المياه المتجمعة أمام سكناتهم بوسائلهم الخاصة، وفضح عيوب منجزات مغشوشة قامت بها مقاولات "نكرة" كبدت خزينة الدولة خسائر بالملايير، كما تجمعت المياه في مدخل المدينة بمحاذاة المحول الذي ينجز بالمنطقة الصناعية "بوشاكر".
23 تدخلا للحماية المدنية بسبب انسداد البالوعات وارتفاع منسوب المياه
كانت أمطار الأسبوع الماضي نقمة على العاصمة وضواحيها، فرغم أنه لم يتم تسجيل أي حادث مرور مميت على المستوى الوطني، إلا أن تدخلات الحماية المدنية بالعاصمة كانت كلّها بخصوص ارتفاع منسوب المياه في البيوت والطرقات بعد انسداد البالوعات، مما كان عائقا أمام حركة المرور. حيث أعلن مسؤول بوحدة الحماية المدنية بالعاصمة أنه تم تسجيل 23 تدخلا من الثامنة صباحا إلى غاية الثانية زوالا، 10 تدخلات منها ما تعلّق فقط بارتفاع منسوب المياه في فناء بعض البيوت والطرقات.
وذكر ذات المصدر أنه حسب الحصيلة التي بحوزته فإنه انسدت بالوعتان الأولى بموقف السيارات بحي "5 جويلية" ب"باب الزوار"، والثانية ب"براقي" بالقرب من العيادة المتعددة الخدمات كما سجلت الوحدة 10 تدخلات أخرى على مستوى البيوت لتسرب كميات معتبرة من المياه إليها، بكل من بلديات "بابا حسن"، "بني مسوس"، "عين البنيان"، "العاشور" و"دالي إبراهيم". أما بقية التدخلات فكانت بحي "بلكور" خوفا من خطر انهيار سقف بيت قديم، وسقوط جزئي لحائط سياج منزل ب"بوزريعة"، أما على المستوى الوطني فقد أكد المكلف بالإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة، وأن التدخل الوحيد المسجل لديهم كان بخصوص 6 أشخاص علقوا بواد "حيمر" ب"عين عاشور" ب"البيض"، عندما كانوا على متن شاحنة وتم إنقاذهم، أما الاختناق الذي عرفته طرق العاصمة فقد امتد من "بوفاريك" شمالا إلى أقصى "بوفاريك" جنوبا بسبب أشغال إعادة تعبيد الطريق السيار، وقد تسببت هذه الأشغال في حوادث بخمسة مركبات بسبب غياب إشارات الانحراف. وامتدت حدة الاختناق إلى غاية "بئر توتة"، و"تسالة المرجة" بسبب أشغال قامت بها شركة "سونلغاز" دون إعلام مستخدمي الطريق، وتعطلت حركة المرور لأكثر من ساعتين من الفترة الصباحية إلى ما بعد منتصف النهار، كما تعطل محور "عين نعجة"، "جسر قسنطينة" جنوب العاصمة، بسبب فيضانات على مستوى محطة القطار ل"عين نعجة"، وعرف الطريق الرابط بين "باش جراح" و"القبة" نفس الأزمة بسبب انسداد البالوعات. وشهد محور العاصمة "الدار البيضاء" ازدحاما كبيرا وبطءا في حركة المرور، إذ توقف مخطط السير على مستوى بلدية "المحمدية" والطريق ما بين "لاڤلاسيار" و"الخروبة" بسبب أشغال الترامواي، كما ساهم انسداد البالوعات في شل الحركة، إذ كانت المركبات تسير بسرعة السلحفاة، نظرا لأن المياه عرقلت تقدم المركبات.
وما يمكن تلخيصه مما سبق فإن الأمطار المتهاطلة خلال الأسبوع الماضي قد كشفت وفضحت عيوب الكثير من المشاريع سواء في التهيئة أو التعبيد والتي ساهمت بشكل كبير في انسداد البالوعات والتي أدت بالعديد من العائلات إلى وضعية المنكوبين حتى الآن، ويبقى التخوف والرعب السائدين في نفوس المواطنين نظرا لاستمرار هاته الأمطار خاصة ونحن في فصل الشتاء من جهة، وتخوفات كبيرة من عدم تمكن الجهات المعنية من احتواء الأزمة من جهة أخرى، نظرا للكم الهائل من الأمطار المتهاطلة والتي خلفت خسائر مادية كبيرة يصعب ترميمها في ظرف قصير، وحتى البشرية وعزل العديد من المناطق.