كشفت مصادر موثوقة ل”الفجر” أن رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أجرى خلال 48 ساعة الأخيرة اتصالات هاتفية بالرئيس السوري، بشار الأسد، دعاه فيها إلى وقف العنف في سوريا والاستجابة لحلول الجامعة العربية المقترحة لحل الأزمة السورية. قالت ذات المصادر إن رئيس الجمهورية يتابع باهتمام بالغ تطورات الوضع في سوريا، وقد حاول في اتصالات هاتفية أجراها خلال اليومين الأخيرين بالرئيس بشار الأسد تليين موقف هذا الأخير والحصول على موافقته على وقف العنف في بلاده، كما لم يتوان الرئيس بوتفليقة في تحذير الأسد من تبعات تعنته وعدم التزامه بمقترحات الجامعة العربية، لكن ذات المصادر لم تذكر ماذا كان رد الرئيس بشار على دعوة بوتفليقة لوقف إراقة الدماء في سوريا. وموازاة مع تحرك رئيس الجمهورية شخصيا في الملف السوري، وعشية انعقاد اجتماع حاسم لمجلس وزراء الخارجية العرب، أعربت الجزائر أمس على لسان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية، عمار بلاني، عن “رغبتها الملحة في أن توقع السلطات السورية البروتوكول المتعلق بإرسال ملاحظين عرب إلى سوريا من أجل الحفاظ على فرص إيجاد “حلول عربية - عربية” للأزمة في هذا البلد، في إطار العمل العربي المشترك ضمن الجامعة العربية وبالتالي تفادي الأزمة”. وجدد الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية، ما قاله في هذا الشأن وزير الخارجية، مراد مدلسي، أول أمس ببراغ، حين أعرب عن أمله في أن تقدم السلطات السورية ردا إيجابيا على اقتراحات الجامعة العربية فيما يتعلق بالأزمة السورية. وكان مدلسي قد صرح في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التشيكي، كارل شوارزنبرغ في براغ، “لقد تطرقنا مطولا إلى حالة سوريا ونحن نأمل أن نتمكن من إحلال السلم والطمأنينة وخاصة الحوار”. وأضاف “هذا الجهد الذي نبذله ضمن الجامعة العربية هو الذي يسمح لنا بالأمل أن تقوم السلطات السورية بالرد بشكل إيجابي على اقتراحات الجامعة العربية كي نتمكن من التوصل إلى السلم المدني والحوار”. وأفاد مدلسي أن “سوريا بلد جد مهم وتاريخها العريق قدم الكثير للإنسانية و”من الطبيعي أن نساعد هذا البلد كي يعود إلى سابق عهده”، وأكد أن الجامعة تأمل في أن يوقع الطرف السوري بروتوكول المراقبين وقال إن “الوزراء العرب سيعقدون اجتماعهم بناء على الرد السوري”.