خرج علينا الإعلامي والكاتب السعودي، عبد الرحمن الراشد، أمس، في مقاله بجريدة ”الشرق الأوسط” بمخرج، أقل ما يمكن أن يقال عنه إنه ”قاصر” في تحليل مجريات الأحداث فيما يتعلق بالملف السوري، متهما الجزائر بكونها ”المسؤولة عن تخفيض العقوبات التي أصدرتها الجامعة العربية، والمسؤولة عن إطالة الأزمة السورية بما فيها من قتل يومي لمواطنين أبرياء” !؟ واسترسل الراشد في تبرير الموقف اللبناني والعراقي والأردني من موقفه تجاه الأزمة السورية، مستثنيا الجزائر من تبريراته، مشيرا إلى أنها ”ضد أي فعل تتخذه فرنسا بحكم عقدتها التاريخية تجاه علم الإيليزيه”؟؟ في الحقيقة، إذا أراد الواحد منّا أن يردّ على الراشد فيما ذهب إليه من ترهات، ما عليه – ببساطة - إلا أن يعود إلى أرشيف قناة ”العربية” التي أدارها لسنوات، ليعرف ما معنى أن يكون بلد بصفة مملكة، سببا في تأزّم هذا الوطن العربي المنكوب، في الوقت الذي كانت فيه الجزائر تحبو وحدها من أجل الخروج من مستنقعِ، كان وهابيو تلك المملكة التي ينتمي إليها الراشد، سببا مباشرا في وحله.. تلك المملكة التي تخلّت عنك أيها الراشد، لمجرّد أن قناة ”العربية” التي كنت تديرها بثت برنامجا ناقش التحالف التاريخي بين مؤسس الدولة السعودية الأولى، الإمام محمد بن سعود ومحمد عبد الوهاب، مؤسس ما يسمى بالدعوة الوهابية، هذه الدعوة التي وصلت لعنتها إلى بلدنا، باسم الجهاد. وحصدت آلاف الأبرياء الذين لم تحركّوا أنتم في الخليج شعرة سؤال عنهم في تسعينيات القرن الماضي.. والآن تتحدّثون عن الأبرياء وكأنكم ملائكة الأرض، وحرّاس فضيلتها، وتعيبون على الجزائر ”عقدتها التاريخية تجاه فرنسا ورايات الناتو”.. تلك الرايات التي رفعتها مملكاتكم وإماراتكم على أرض ليبيا، باسم ”الثورة” ومستعدّة أن تغرسها في جسد الشام مرة أخرى باسم ”الثورة” أيضا، في استعمار جديد يقوده القسّّّّّّّّيس ساركوزي والأب كاميرون .. نعم أيها الراشد، عندنا عقدة من الاستعمار.. هل تعرف معنى الاستعمار؟ معنى الطيّارة الصفراء؟ معنى 130 سنة من الخوف ؟ معنى ... ”ثورة” ؟؟ هه، لماذا أضيّع حبري في الردّ على أناس معنى ”الثورة” في قاموسهم ”ثروة” ؟؟