صحيفة سورية : كلمة الملك بدت أشبه برسالة تهديد أمريكية قال الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أمس مخاطبا الرئيس الاسد والشعب السوري ، في ظل الأحداث الدامية التي تعرفها سوريا على وقع هستيريا الشعوب العربية والثورات المطالبة بتكسير الانظمة، بأن المملكة ترفض ما يحدث من قتل وإراقة دماء، كما أعلن في الشان استدعاء سفير المملكة في دمشق للتشاور. * وقال الملك عبدالله في كلمته الموجهة ل "سورية العروبة والإسلام"-حسب ما نقلته وكالة الانباء السعودية: إن تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سورية، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم والأخلاق. * وأضاف: إراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلا مطمئنا، يستطيع فيه العرب والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق، الله أعلم أين تؤدي إليه. * وشدد خادم الحرمين على أن ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة، قائلا: الحدث أكبر من أن تبرره الأسباب، بل يمكن للقيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة سريعة، فمستقبلها بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع. ولفت الملك عبدالله إلى أن شعب سورية وحكومته يعلمان مواقف السعودية معهما في الماضي، مؤكدا أن المملكة تقف اليوم تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع، ليستشعرها إخوتنا المواطنون في سورية في حياتهم.. كرامة وعزة وكبرياء. * وأعلن خادم الحرمين في ختام خطابه استدعاء المملكة لسفيرها في سورية للتشاور حول الأحداث الجارية هناك. * وفي الشأن ردت صحيفة "الوطن" السورية على بيان الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، معتبرة أن هذه الكلمة بدت كأنها أقرب الى رسالة تهديد أميركية منها الى رسالة أخوية تجاهل فيها الملك عبدالله حقيقة الأحداث والبراهين التي تثبت أن أشقاءه في سوريا يتعرضون لمؤامرة تتجاوز حدود الخطابات. * واعتبرت الصحيفة السورية أن الرسالة يبدو أنها فاجأت ليس فقط السوريين وإنما حتى سفير المملكة في دمشق عبد الله بن عبد العزيز العيفان الذي لم يخرج من مأدبة إفطار أقامها في فندق الفورسيزنز بحضور رسمي وشعبي سوري رفيع مساء أمس إلا ليسمع رسالة استدعائه بهدف التشاور. * ولفتت إلى أن كلمة عبدالله لم تتضمن أية إشارة إلى المجموعات الإرهابية المتطرفة التي سعت إلى تمزيق وحدة سورية العربية والإسلامية، وتجاهلت أية إشارة إلى الجهات التي تقوم بتمويل وتسليح هؤلاء الإرهابيين، وثبت أن بعضهم يتلقى تعليماته من شيوخ فتنة تؤويهم بلاد الملك، في وقت تحتاج فيه المملكة إلى تطبيق إصلاحات جذرية في بنيتها السياسية والاجتماعية قبل التوجه بالنصح إلى الآخرين، كما تجاهلت الإجراءات الإصلاحية التي أطلقها الرئيس بشار الأسد بما فيها إصدار قانون الأحزاب والانتخابات