لم يعرقل غياب بعض الأعضاء القياديين في الحزب عن أشغال الدورة العادية للجنة المركزية المنعقدة بتعاضدية عمال البناء، مثلما هو الحال للامين العام الأسبق، بوعلام بن حمودة وعبد الرزاق بوحارة وأربعين مناضلا آخرين في التأثير السلبي على سير الأشغال، بل ثمن المناضلون الدورة وهللوا لها خاصة وأن التقرير الذي أعده عبد العزيز زياري عن أداء النواب بالغرفة السفلى كان في مجمله ايجابي ويحمل مؤشرات عن عدم تغيير ملامح الخريطة الانتخابية لسنة 2012، باستثناء عنصر التجديد النسوي فقط. وارتكز تقرير زياري، مثلما تسرب لنا، في مجمله على الوقفة التي التزم بها النواب إزاء الإصلاحات التي تقدم بها رئيس الجمهورية، حيث ساند نواب الحزب المشاريع خلال جلسات النقاش، مع إدراج تعديلات واقتراحات لا تمس بالجوهر، وإنما جاءت لإثراء المسودات وممارسة المهمة التشريعية إزاء الحكومة فقط، وهو ما يشير إلى أن ملامح الخريطة الانتخابية للتشريعيات ستحافظ في مجملها على نفس الوجوه، مع اللعب على وتر العنصر النسوي في استخلاف بعض النواب الذين قصروا في أداء مهامهم وهؤلاء الذين لم يحققوا حصيلة إيجابية خلال عهدتهم. وقد عكفت اللجان ال 16 خلال اليوم الثاني من الأشغال على تقديم تقارير إيجابية في مجملها، حيث أكد عضو لجنة البرنامج الانتخابي للاستحقاقات المقبلة، سكينة ما سعدي، في تصريح ل”الفجر”، أن البرنامج المقبل الذي ستخوض به اللجنة الاستحقاقات وضع في صدارة الأولويات التكفل بهموم الجبهة الاجتماعية والمواطن والبطالة والشباب، مثلما تضمنته المرجعية الفكرية والاديولودجية للحزب، والاهتمام بتعزيز الثقة تجاه الناخب، مضيفة أن لجنة عمار تو أوصت بالاجتهاد لكسب الناخب، مبرزة الظرف الذي تميزه تفريخ عدة أحزاب سياسية من شأنها تشتيت أصوات الهيئة الناخبة الأمر الذي يعيره الآفلان أهمية قصوى ويستعد له جيدا ويصمم على أساسه برنامجه الانتخابي. كوجيل ينفي أن تكون حركة التقويم الآلة الانتخابية التدميرية للأرندي وفي رده على الانتقادات التي قدمها الأمين العام للحزب عبد العزيز بلخادم لحركة التقويم والتأصيل الخاصة بخدمة هذه الأخيرة لمصالح انتخابية للارندي، من خلال التسبب المباشر في إضعاف الآفلان، قال منسق الحركة، الصالح كوجيل، في تصريح خص به “الفجر”، “إن رفض بلخادم لجميع الحلول التي قدمناها له، وعدم تمسكه بلم الشمل هو الذي يخدم مباشرة الارندي أو أي حزب آخر موجود في الساحة، لأن الشتات من شأنه الانتقاص من حصة الافلان في الاستحقاقات، وبلخادم وبطانته هم المسؤولون عن ذلك وليس نحن أو الارندي”. وفيما يتصل بعدد التقويميين، الذين قاطعوا الدورة العادية للجنة المركزية للحزب، قدرهم الصالح كوجيل، بأزيد من 40 عضوا وهو أكثر من عدد الغيابات التي سجلت خلال الدورة الماضية، مشيرا إلى أن أعضاء قياديين غابوا عن الدورة وفي هذا حسبه “دلالة واضحة على تراجع مصداقية الحزب، لأن غياب الأمين العام الأسبق، بوعلام بن حمودة وأعضاء بالثلث الرئاسي من وزن عبد الرزاق بوحارة وبوخالفة وغيرهم يسوق فكرة غير صحية عن أحوال الآفلان”. ونفى أن تكون لحركة التقويم والتأصيل وسيلة في يد أحزاب أخرى، لأنها قامت “لتغيير أوضاع والتنديد بالخروقات وتصحيحها”.