تسببت قضية اختيار أرضية مسجد ببلدية قنزات الواقعة بأقصى الشمال الغربي لولاية سطيف، في فتنة كبيرة بين مجموعتين من المواطنين، وبالرغم من بذل رئيس الدائرة جهودا كبيرة لإخمادها إلا أن تداعيات هذه القضية لاتزال متواصلة. وحسب المعلومات التي استقتها "الفجر" من مصادر مطلعة، فإن الخلافات طفت على السطح مع انطلاق أشغال ترميم قامت بها اللجنة الدينية القديمة للمسجد المذكور قبل حوالي خمس سنوات على أن تمس الأشغال الشكل الخارجي للمسجد، حيث تمت إضافة طابق يتوسط الطابق الأول وسقف المسجد رغبة في ربح المساحة، وتم تعويض القرميد بقبب من الخرسانة، كما تم تكليف حرفيين مغاربة لزخرفة الجامع، ولأن الأشغال قد أثرت على بنيان الجامع، فقد أوفدت الجهات الوصية لجنة اطلعت على الوضع. بعض سكان المنطقة أكدوا بأن الوضع بات أمام أمرين أحلاهما مر، فإما إحاطة الجامع بكتل من الإسمنت، مما يحد المساحة وإما الهدم وذهاب ملايين السنتيمات أدراج الرياح، ليتقرر حسبما أكده لنا مصدر مسؤول من مديرية الشؤون الدينية بسطيف، هدم المسجد تماما مع علم جميع المسؤولين ومشاورات معهم، وهو الأمر الذي تسبب في مزيد من الغضب والاستياء من لجنة المسجد. وقد قام طرف آخر من أعيان المنطقة بعقد اجتماع عام للمواطنين وبحضور السلطات المحلية ومن بينهم رئيس دائرة قنزات، وكذا بعض من أعضاء اللجنة القديمة وتشكيل لجنة أخرى علها تنقذ ما يمكن إنقاذه، فارتأت إلى اختيار مكان مقابل أوسع مساحة بثلاثة أضعاف من الأول لبناء آخر وقدمت ملفها منتظرة الاعتماد، غير أن هذا الأخير منح للجنة القديمة. وحسب مصادر من الشؤون الدينية، فإن الاعتماد منح بطريقة قانونية للجمعية الدينية وكان ذلك عقب جلسة الصلح التي عقدها رئيس الدائرة، لتتواصل القبضة الحديدية بين الفريقين وقد قام بعضهم بجمع عدد معتبر من إمضاءات سكان قنزات تطالب السلطات الوصية والمعنية على المستوى الوطني والمحلي بالتدخل السريع لتفادي فتنة كبيرة يصعب التحكم فيها، خاصة وأن المنطقة تقطنها عدة أعراش.