أعلنت المجالس المحلية لمدينة بنغازي الليبية التي انطلق منها شرارة “ثورة 17 فبراير” التي أسقطت نظام القذافي المقتول، تعليق عمل أعضاء المجلس الانتقالي الليبي، وذلك بعد خروج عشرات الآلاف من سكان المدينة متهمين أعضاء المجلس الانتقالي ب”سرقة الثورة” وطالبوا بضرورة تصحيح مسارها. كما أشارت المجلس المحلى في بنغازي إلى أن هذه القرارات تأتي في مجملها في سياق عدم الرضا عن أداء وسياسة المجلس الوطني الانتقالي، وبالنظر لعدم اتخاذه لأية خطوات عملية ترقى إلى مستوى الحدث وحجم المطالب. وجاء التصعيد من جانب المجلس المحلي لمدينة بنغازي بعد انطلاق احتجاجات، يوم 12 من ديسمبر الماضي، تحت شعار “تصحيح مسار الثورة الليبية” وضعت مجموعة من المطالب تحددت في عدد من المشكلات التي عجز المجلس عن حلها خلال الفترة الماضية وأدى تجاهلها إلى تفجر ثورة أخرى ضد المجلس. من جهة ثانية وفي ملف اعتقال سيف الإسلام القذافي، قالت منظمة هيومن رايتس وتش، أمس، إن السلطات الليبية تحتجز نجل الزعيم الليبي الراحل سيف الإسلام القذافي في أوضاع جيدة على ما يبدو، لكن لا بد من السماح له بمقابلة محام. وأصدرت المنظمة بياناً أوضحت فيه أنها زارت القذافي في الزنتان وبقيت معه 30 دقيقة على انفراد، مشيرة إلى أن المجلس العسكري الليبي هو من يتولى مسؤولية احتجازه. وقال المستشار الخاص للمنظمة، فريد أبراهامز، الذي أجرى الزيارة، “يقول سيف الإسلام إنه يحصل على طعام جيد ورعاية طبية جيدة، وليست لديه شكاوى من أوضاع وأحوال احتجازه، ولكن مبعث قلقه الأساسي هو عدم قدرته على تلقي زيارات من أسرته أو محامٍ لمساعدته في القضية”. وأضاف أبراهامز أن “الأوضاع الأمنية متوترة بلا شك، لكن يمكن للحكومة، بل وعليها أن تجد طريقة لضمان التمثيل القانوني لسيف الإسلام في الزنتان”. وتابع “على ليبيا الجديدة أن تحترم حقوق جميع المحتجزين، فالعالم يراقب كيف تتعامل ليبيا مع هذه القضية، ولابد أن تثبت أنها ستمنح سيف الإسلام كل حقوقه التي كان يُحرم منها المتهمون كثيراً في الماضي”. ومن جهته، قال النائب العام الليبي عبد العزيز الحصادي، المسؤول عن التحقيق في قضية سيف الإسلام، للمنظمة إنه سيسمح للقذافي بتلقي زيارات من محامٍ ما إن تُحضّر الحكومة منشأة احتجاز آمنة في طرابلس حيث يمكن احتجازه هناك من دون خطر التعرض للهجوم، سواء من الراغبين في تحريره أو الراغبين في إلحاق الضرر به. وذكر أنه لا يمكن للقذافي الاتصال بأسرته وأصدقائه في هذا التوقيت بسبب اعتبارات أمنية. ونقلت المنظمة عن القذافي قوله باللغة الإنكليزية إن لا شكاوى لديه من معاملة سجّانيه له، سواء من قبضوا عليه أو من يحتجزونه في الزنتان.وقال إنه يُعرض على طبيب مرة في الأسبوع، وقبل 3 أسابيع أجريت له جراحة في أصابعه التي أصيبت في غارة ل(الناتو) قبل شهرين في قرية زمزم قرب بني وليد، وأسفرت عن مقتل 26 شخصاً من قافلته. ويشار إلى أن المحكمة الجنائية الدولية أصدرت مذكرة توقيف بحق سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لكن السلطات الليبية مصمّمة على محاكمته في ليبيا. مراجعة العقود المبرمة مع الشركات الأجنبية إبان حكم القذافي نقلت وكالة الأنباء الليبية عن نائب رئيس الوزراء الليبي مصطفى بو شاغور قوله إن ليبيا تنوي مراجعة كل العقود الموقعة مع الشركات الأجنبية إبان عهد الزعيم السابق معمر القذافي. وكان بو شاغور يتحدث عقب لقائه مع وزير الدولة الفرنسي للتجارة الخارجية بيار ليلوش الذي زار طرابلس على رأس وفد يضم حوالي مئة رئيس شركة فرنسية، من بينها توتال وألستوم والكاتيل وفرانس تيليكوم. وقال بو شاغور “نريد قدوم الشركات الفرنسية لكن على قواعد جديدة مبنية على مبدأ الشفافية والتنافسية مع الشركات الأخرى”. وفي ما يتعلق بالعقود الموقعة مع شركات فرنسية إبان حكم القذافي، أوضح بو شاغور أن “كل هذه الاتفاقات ستتم مراجعتها للتأكد من أنها تخدم مصالح الشعب الليبي”.