“نستمد قوتنا من ثبات مواقفنا وعدم تملقنا للسلطة لتحقيق مصالح” أرجع لخضر بن خلاف، أمين سر الشيخ عبد الله جاب الله، في حديثه ل “الفجر”، التصريحات التي أطلقتها بعض الأحزاب السياسية في الجزائر، وخص بالذكر لويزة حنون، إلى خوفهم المفرط من المكانة التي يمكن أن يحرزها الحزب في الاستحقاقات الانتخابية التي ستشهدها الجزائر بعد أشهر قليلة. واعتبر بن خلاف التهم التي وجهت للشيخ عبد الله جاب الله بخدمة أجندة أجنبية أمر غير مقبول في الواقع، مستدلا بأن “من يرددون تلك التهم هم أنفسهم من يخدمون أجندات أجنبية غريبة جذريا عن روح وسماحة الشعب الجزائري”، وتساءل أمين سر الشيخ عبد الله جاب الله “من ينتمي للأممية الاشتراكية ويؤمن بأدبياتها؟”، وواصل “من لا يستطيع حتى أن يدون كلمة بسم الله الرحمن الرحيم في صدر بيانات، وهو شيء ذقناه ولمسناه عندما كنا نعقد اجتماعات تستوجب أن نحرر بيانات مشتركة”، وهذا في إشارة منه إلى الاجتماع الذي جمع الشيخ ولويزة حنون في لقاء روما بسانت إيجيديو، لمنع توقيف المسار الانتخابي. واسترسل لخضر بن خلاف في حديثه بالقول إن الشعب الجزائري قد هضم مثل هذه الاسطوانات المشروخة التي تجاوزها الزمن أصلا، وأعاز بن خلاف السبب في صدور مثل هذه التصريحات التي تستهدف الحزب أصلا قبل خروجه إلى ساحة الميدان من الذعر الذي قد يصيب هذه الأحزاب وإمكانية تراجعها وهي “التي لم تستطع تحقيق تلك النتائج أي في تشريعات 2007 ومحليات نفس السنة لولا الفراغ الاضطراري الذي تركه انسحاب الشيخ من الساحة بسبب رغبة من الإدارة”. وفي رده على سؤال كيفية تشكل قناعة لدى الحزب بإحراز مراكز متقدمة، أرجع السبب لعوامل عدة، أهمها الثقة التي تربط الشعب بالشيخ، منذ أن كان على رأس حركة النهضة ثم الإصلاح، وهي ثقة ترجمها الشعب على أرض الواقع حيث منح الحركة 950 ألف صوت في الانتخابات التشريعية لسنة 2002، ما جعله يحتل المرتبة الثانية، لكن توزيع المقاعد بالبرلمان جعله يأتي في الترتيب الثالث بسبب حدوث تزوير الذي مررته الإدارة عبر المسجلين في القوائم الانتخابية من أموات ومكررين في أكثر من قائمة. ومن جملة نقاط الجذب التي يحوزها حزب العدالة والتنمية، مشروعه الحداثي وارتباط الحزب بتوجهات ومطالب الشعب الجزائري، عكس ما تبديه بعض الأحزاب التي تقتبس مشاريع غريبة عن روح الشعب الجزائري ومبادئه فتبحث من وراء ذلك على تهم تنسبها للغير بدون وجه حق، وهذا في إشارة منه إلى الأحزاب اللائكية وتلك التي تتخندق في خانة التروتسكية المتشددة التي ترفض كل ما يتصل بالدين على الرغم من كون المادة الثانية من الدستور تنص على ذلك، فضلا عن الشخصية الكارزمية للشيخ عبد الله جاب الله وحضوره القوي بالقواعد. غير أن لخضر بن خلاف استبعد تطبيق وترجمة تلك الإمكانيات ما لم تكن هناك إرادة في تطليق التزوير وفتح صفحة جديدة تستند للشرعية الشعبية وليس للشرعية التاريخية أو السلطوية أو المصلحية.