تعتبر سنة 2011 من السنوات المخيبة للآمال بالنسبة للمنتخبات الوطنية. وسجل المنتخب الأول والمحلي وحتى الأولمبي جملة من الانتكاسات. كما لم تقدم السيدات المستوى المنتظر. ويضاف إلى هؤلاء المنتخبات السنية لأقل من 17 و 19 سنة. وكان المنتخب العسكري الاستثناء الوحيد في السنة المنقضية. الخضر.. خسارة تاريخية أمام المغرب وإقصاء مرير من الكان فشل المنتخب الوطني الأول في الحفاظ على سمعته ومكانته الإفريقية ولم ينجح في اقتطاع بطاقة التأهل لكأس أمم إفريقيا 2012 رغم أن "الخضر" دشنوا سنة 2011 بانتصار على المغرب وأنهوها بانتصار على إفريقيا الوسطى. كما حققوا ارتقاء معتبرا في ترتيب الفيفا للمنتخبات وأنهوا السنة في الصف الثلاثين عالميا، إلا أن ذلك لن يشفع لهم في تعويض خيبة الإقصاء من الكان المقبل. كما أن أنصار "الخضر" لم يتجرعوا مرارة الهزيمة التي مني بها أشبال المدرب بن شيخة بمراكش أمام المنتخب المغربي بأربعة أهداف دون رد في أكبر خسارة يتلقاه المنتخب الوطني في السنة الحالية والتي أنهت حلم التواجد في الكان مبكرا. هزيمة واحدة هذه السنة خاض "الخضر" خلال السنة الحالية خمسة لقاءات فازوا في ثلاثة منها وتعثروا في واحدة وتعادلوا في أخرى وسجلوا خمسة أهداف وتلقوا خمسة. فيما عرفت السنة إلغاء مباراتين وديتين الأولى كانت ضد لوكسمبورغ، حيث اعتذر منتخبهم على إجراء لقاء العودة بالجزائر بسبب احتجاجات الشارع مطلع السنة الجارية، فيما ألغيت المباراة الودية زمام الكاميرون منتصف نوفمبر الفارط بعد تمرد القائد إيتو وحثه زملائه على تفادي التنقل لمواجهة الجزائر وبالتالي فإن السنة الجارية دشنت بإلغاء وانتهت بإلغاء. بداية عهد حليلوزيتش استهل "الخضر" السنة الحالية بالمدرب بن شيخة الذي قاد كتيبة المنتخب في ثلاثة لقاءات رسمية ولقاء ودي حقق خلالها انتصارا وحيدا على المغرب. ولم يتمكّن "الخضر" معه من تسجيل سوى هدف يتيم من ضربة الجزاء، ليضاف اسمه إلى خانة أسوأ المدربين الذين أشرفوا على المنتخب الوطني وأنهى حقبته بهزيمة تاريخية أمام المغرب بمراكش. وبعدها خرج رئيس الفاف محمد روراوة وحاول تهدئة سخط الشارع الرياضي حينما وعد بجلب مدرب عالمي لقيادة المنتخب، ليقع الاختيار على البوسني وحيد حليلوزيتش الذي وافق على العرض. وبدأ مشواره بتعادل في تنزانيا أقصى "الخضر" نهائيا من سباق الكان، قبل أن يحرز فوزا معنويا على إفريقيا الوسطى بثنائية نظيفة، وفوز ودي على تونس بهدف وحيد. وسطرت الفاف لحليلوزيتش هدفين هما التأهل لكان 2013 والهدف الرئيسي ضمان التواجد في مونديال البرازيل 2014. العسكر أبطال العالم بالبرازيل قاد المدرب الوطني عبد الرحمن مهداوي المنتخب الوطني العسكري إلى تحقيق إنجاز كبير وتوج رفقته بكأس العالم العسكرية جويلية الماضي بالبرازيل، بعدما تغلّب في اللقاء النهائي على أصحاب الأرض بضربات الترجيح. بتشكيلة تضم العديد من لاعبي الصف الثاني في البطولة الوطنية نجح رفقاء الحارس المتألق برفان في الوصول إلى إنجاز سيكون الحسنة الوحيدة لمشاركات الكرة الجزائرية على الصعيد العالمي. ورغم أن البعض يسعى إلى تقزيم الإنجاز، إلا أن إحراز كأس العالم العسكرية ليس إنجازا بسيطا وليس من السهل هزم المصريين وأبناء السامبا على أرضهم وحمل الكأس العالمية عاليا. الأولمبيون إنتهى حلم 32 سنة... يعد إقصاء المنتخب الوطني الأولمبي من الدورة التأهيلية لأولمبياد لندن من أكبر الانتكاسات التي منيت بها الكرة الجزائرية هذه السنة، إن لم تكن أكبرها بالفعل. ورغم أن الكثيرين توقعوا حجز زملاء سعيود لتذكرتهم في ألعاب لندن، إلا أن الأمور تبخرت في الشوط الثاني من لقاء نيجيريا أين انقلب السحر على الساحر آيت جودي وانهزم رفقاء عبيد بأربعة أهداف لواحد ليغادروا الدورة من أضيق أبوابها. وعقب الإقصاء المرير، قدم المدرب آيت جودي استقالته ليكون آخر الأسماء الجزائرية التي تشرف على المنتخبات الوطنية. المحليون: أم درمان لم تشفع بالتألق في "الشان" شارك المنتخب الوطني المحلي في كأس إفريقيا للمحليين في نسختها الثانية، التي أقيمت فيفري الماضي بالسودان، بآمال عريضة من أجل حصد اللقب القاري. وتنقل المدرب بن شيخة الذي أشرف على العارضة الفنية للمنتخب إلى السودان واثقا من قدرته في الوصول إلى النهائي كأقل تقدير وهو الهدف الذي حددته الاتحادية الوطنية، لكن عجلة زملاء بلكلام توقفت في نصف النهائي بعد الخسارة أمام المنتخب التونسي بضربات الجزاء، ليعود المحليون بخفي حنين من ملعب أم درمان. وبعدها أعلن بن شيخة استقالته من تدريب المحليين. وكان اللاعب المحلي أكثر المتضررين من مشاركة الشان، حيث زادت الانتقادات اللاذعة المطالبة بضرورة الاعتماد على الأسماء المحترفة في المنتخب الأول، وتفادي استدعاء اللاعب المحلي الذي أثبت محدودية إمكاناته. مشاركة محتشمة السيدات تنقل المنتخب الوطني للسيدات إلى العاصمة الموزمبيقية مابوتو وهدفه حصد الميدالية الذهبية، لكنه فشل في بلوغ النهائي وخرج من الدور نصف النهائي بعد خسارته أمام جنوب إفريقيا. وخاضت شبلات المدرب شيح ثلاثة لقاءات فزن في واحدة وانهزمن في اثنتين، وهي نتائج لا ترضي الطموحات والآمال الكبيرة الموضوعة فيهن. ورغم الفشل الذريع، فإن الفاف جددت ثقتها في شيح الذي لم يحقق الأهداف على غرار المشاركات السابقة. منتخب الشباب... المستقبل لا يشجع رغم الإمكانات المادية الكبيرة التي حرصت الفاف على توفيرها لمنتخبي أقل من 17 و19 سنة، إلا أن العروض و النتائج المحققة في الدورة العربية الودية بالسعودية ودورة لوناف بالمغرب جاءت مفاجئة لجميع الطموحات، وهي الوضعية التي تعكس تراجع التكوين. وهو الأمر الذي لا يبشر بقدوم جيل قادر على تشريف الكرة الجزائرية، إلا في حال مواصلة الاعتماد على الأسماء القادمة من وراء البحار، أو البحث في الجزائريين مزدوجي الجنسية. إخفاقات مابوتو والدوحة تغطي على إنجازات بعض الرياضات الفردية إذا كانت سنة 2011 هي سنة الإخفاقات بالنسبة للرياضة الجزائرية في الألعاب الإفريقية والعربية بمابوتو والدوحة على التوالي، إلا أنه كانت هناك بعض الرياضات التي منحت الفرحة للجزائر. ووطنيا كانت القبضة الحديدية بين اتحادية كرة اليد ونوادي بطولة القسم الأول ذكور الحدث الذي انتهت عليه السنة. سجلت الرياضات الجماعية والفردية تراجعا في نتائجها خلال دورتي الألعاب الإفريقية بمابوتو أين حصدت الجزائر 22 ميدالية ذهبية فقط بعد أن راهنت على ثلاثة وثلاثين. وتوعدت خلالها الوزارة الاختصاصات التي لم تشرف توقعاتها بالعقوبة، لكن لا شيء حدث. وتكرر الأمر في الألعاب العربية بالدوحة واحتلت الجزائر المركز الخامس في نهاية الألعاب برصيد 16 ذهبية فقط، ما جعل الوزارة تتوعد ثانية لتتراجع وتؤكد عبر مسؤوليها أن العبرة ليس بالنتائج وإنما بالتكوين الذي سيحصد ثماره في الأربع سنوات القادمة، واعدين بتسونامي رياضي جزائري لاحقا، في وقت أبدى رؤساء بعض الهيئات الفيدرالية رفضهم للاتهامات المجانية التي طالتهم متحملين مسؤولية النتائج لكن في ظل تقييم موضوعي. النقاط السوداء لم تتوقف عند هذا الحد، حيث تميزت العلاقة بين اتحادية كرة اليد وبعض أندية الدرجة الأولى ذكور بالتوتر، لأن هؤلاء لم يهضموا تغيير نظام البطولة في "الظلام" وطالبوا برحيل المتسببين أمام صمت الوزارة التي حاولت الصلح بين الطرفين، لكنها في نهاية المطاف فضلت الأمر بتوقيف البطولة إلى حين مشاركة المنتخبين الوطنيين ذكورا وإناثا في بطولة إفريقيا الشهر الداخل. ويبدو أن هذا الخلاف أثر سلبا على النوادي الجزائرية، حيث لم يظهر المجمع البترولي في كادونا النيجيرية مثلما عودنا ليقرر مقاطعة المنافسات القارية مستقبلا. وفي كرة السلة، شهدت الاتحادية تغييرا على مستوى هياكلها بانتخاب رئيس جديد لعام واحد بعد أن سارت لوقت طويل بمكتب مؤقت وهو نفس الأمر المطلوب من اتحاديات أخرى مثل السباحة والكرة الحديدية. وفي الرياضات الفردية، تألق القفاز الجزائري قاريا وعربيا وتأهل ملاكمان إلى الألعاب الأولمبية وهما بن شبلة ووضاحي. وحتى الكراتي والجيدو كان لهما الحظ في الظهور لكن ليس مثلما كان منتظرا. وكانت أسماء جديدة تألقت في الرياضتين على غرار كاميليا حاج سعيد في الأولى وصونيا عسلة في الثانية .كما عرفت ألعاب القوى تموقعا عربيا مجددا في حين لم يظهر التنس ولا تنس الطاولة بالمستوى المطلوب. كل هذه الاختصاصات تأمل في ظهور أفضل مع العام الجديد. فهل سيكون لها ذلك؟