إذا كانت سنة 2011 فأل خير على بعض المنتخبات العربية التي غردت عاليا في سماء التألق وردت الاعتبار لنفسها، على الرغم من الظروف العسيرة التي عايشتها خلال هذه السنة على غرار المنتخب الليبي الذي تحدى الصعاب واقتطع تأشيرة التأهل لنهائيات أمم إفريقيا 2012 التي ستجري مناصفة بين الغابون وغينيا الاستوائية، شأنه في ذلك شأن المنتخب التونسي الذي ثأر لنفسه وتأهل هو الآخر وحتى المنتخب المغربي والسوداني، فإن المنتخب الوطني الجزائري لم يف بوعوده، وأقصي من نهائيات أمم إفريقيا ,2012 بل لطخ أيضا سمعة الكرة الجزائرية في المحافل القارية، وكانت أبرز هذه المهازل الرباعية التاريخية التي ستبقى عالقة في الأذهان أمام المنتخب المغربي بملعب مراكش، والتي كانت كافية لإقالة الناخب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة واللجوء لورقة المدرب الأجنبي، ليخرج بذلك المدرب المحلي من الباب الضيق، ويحل محله المدرب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش الذي تم تعيينه بصفة رسمية على رأس العارضة الفنية للخضر يوم 2 جويلية .2011 خيبة الكرة الجزائرية وتراجعها لم تقتصر فقط على المنتخب الأول الذي عجز عن بلوغ نهائيات أمم إفريقيا ,2012 بل شملت أيضا المنتخب الأولمبي الذي كان الجميع يراهن على تألق شبانه من أجل بلوغ عتبة أولمبياد لندن ,2012 إلا أن المدرب المحلي من جديد كان سببا في مهزلة ثانية وبملعب مراكش تحديدا، حيث مني آمال الخضر بهزيمة قاسية في المباراة التأهيلية الثالثة خلال الدورة النهائية المؤهلة لأولمبياد لندن والتي جرت فعالياتها بالمغرب، حيث تكبد رفقاء بن علجية هزيمة ثقيلة وبرباعية كاملة أمام المنتخب النيجيري الحلقة الأضعف في الدورة، ولم تجد الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أي منفذ لتبرير النكسة سوى إقالة المدرب عز الدين آيت جودي من منصبه، وتحميله كامل المسؤولية في الإقصاء المر· وعليه تعد سنة 2011 كارثية بكل المقاييس· سنة 2011 أسدلت بسلبية النتائج المحققة في الألعاب العربية بقطر الرياضة الجزائرية في خبر كان وتتويج المنتخب العسكري يحفظ ماء الوجه
كانت سنة 2011 بالنسبة للرياضة الجزائرية سلبية على طول الخط، بالنظر الى النتائج المحققة في الألعاب الإفريقية في مابوتو والألعاب العربية في العاصمة القطرية الدوحة، لتؤكد هذه السنة من جديد بقاء دار لقمان على حالها فيما يخص الوضع المهزوز للرياضة الجزائرية ككل، والتي لم تستفق بعد من سباتها العميق، فالجزائر أصبحت لا تنجب أبطالا عالميين على شاكلة نور الدين مرسلي أو حسيبة بولمرقة اللذين ودعا المنتخب الجزائري لألعاب القوى دون ترك خلف قادر على حمل المشعل· مقاطعة سياسة الأنديةومعضلة الرياضة الجزائرية ولم تمر سنة 2011 دون التعريج أيضا على التغيير الكبير الذي عرفته الرياضة الجزائرية في مختلف اتحادياتها وحتى الفضائح التي كانت السمة الغالبة على هذه السنة التي اعتبرها البعض مشؤومة ويجب وضعتها في خانة النسيان، فسلسلة المقاطعة لم تتوقف عن الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر كرة القدم عندما هددت بعض الأندية بالانسحاب من البطولة الاحترافية بعد قضية ما عرف بتسريح العشرة ملايير سنتيم، بل مست أيضا كرة اليد التي انسحبت منها أحسن الأندية ووضعت الكرة الصغيرة في مأزق كبير جعلها تنسحب من الدورة العربية الثانية عشر الأخيرة بقطر قبيل المشاركة في كأس إفريقيا المؤهلة الى أولمبياد لندن، وهي المشاركة التي لا يتوقع أشد المتفائلين بأن تكون إيجابية، يحدث كل هذا والمد والجزر لا يزال قائما بين وزارة الشبيبة والرياضة من جهة والاتحاديات من جهة ثانية، فالوصاية أكدت أنها وفرت كل الإمكانيات لتحسين صورة الرياضة الجزائرية التي كثيرا ما أسعدت الشعب الجزائري في مختلف المحافل الدولية· في حين الاتحاديات تحمل الوزارة المسؤولية وترفض أن تكون كبش فداء في فشل سياسة التكوين التي تعتمدها الوصاية منذ سنة .2009 الألعاب الإفريقية انطلاقة مأساة الرياضة هذا العام وكانت الألعاب الإفريقية التي جرت في الموزمبيق واحتلال الجزائر للمركز الخامس في الترتيب العام، بالرغم من مشاركة وفد قياسي قدر ب 200 رياضي البداية السيئة للرياضة الجزائرية هذا العام، حيث اكتفت الجزائر بعشرين ميدالية ذهبية فقط بعد المنتخب التونسي الذي كان يعيش على وقع المشاكل الداخلية، وهو ما جعل البعض يؤكد أن الجزائر باتت غير قادرة على مجاراة خصومها في المغرب العربي وأن نكستها في الرياضة أعمق مما يتصور البعض قياسا بتدني المستوى العام للرياضة الجزائرية التي حققت نتائج حسنة في الألعاب الأولمبية الأخيرة· مشاركة نسوية غير مسبوقة في كأس العالم لكرة الطائرة وكان من أبرز ما شهدته الرياضة الجزائرية مشاركة المنتخب النسوي لكرة الطائرة في كأس العالم لذات الرياضة لأول مرة في التاريخ، وذلك باليابان، حيث أكتفين في أول ظهور لهن على المستوى العالمي بفوز وحيد على المنتخب الكيني بثلاثة أشواط لواحد، مكتفين بالمرتبة ما قبل الأخيرة في الترتيب العام· مع العلم أن المنتخب الجزائري النسوي لكرة الطائرة يتأهب لحصد بطاقة المشاركة في أولمبياد لندن في الدورة التصفوية التي ستقام بالجزائر شهر جانفي القادم وكل الآمال معقودة على الجزائريات للتواجد في لندن· المنتخب العسكري لكرة القدم يحفظ ماء وجه الجزائر حفظ المنتخب العسكري الجزائري لكرة القدم ماء وجه الكرة الجزائرية والرياضة الجزائرية بتتويجه بالميدالية الذهبية في الألعاب العسكرية العالمية التي جرت مؤخرا بالبرازيل، بعد تجاوزه المنتخب المصري حامل اللقب لعدة مرات متتالية ليؤكد المنتخب الذي أشرف عليه مهداوي قدرة اللاعب المحلي على رفع التحدي، لا سيما وأنه مكون من لاعبي البطولة الوطنية· المشاركة في ألعاب الدوحة وفضائح النخبة الجزائرية وكانت نهاية السنة وخيمة على الرياضة الجزائرية ككل بمشاركة أقل ما يمكن القول عنها إنها كانت سلبية على طول الخط في الألعاب العربية الأخيرة بمرتبة خامسة و16 ميدالية ذهبية فقط، في سابقة أولى من نوعها مقارنة بطبعتي مصر والجزائر الأخيرتين لتترنح النخبة الجزائرية بين الدول العربية قبيل موعد لندن الذي يؤشر لمشاركة هي الأسوأ في تاريخ المشاركات الجزائرية في الألعاب الأولمبية على مر السنين·
نجوم الخضر يختارون الوجهة القطرية ويتراجعون في المستوى تراجع الكرة الجزائرية لم يقتصر على المنتخبات فقط، بل تعدى ذلك بكثير وشمل حتى اللاعبين المحترفين، الذين كانوا يمثلون جرعة الأكسجين للمنتخب في وقت سابق، خاصة خلال التصفيات المزدوجة الفارطة، حيث صنعوا الحدث ومكنوا الخضر من بلوغ عتبة المونديال بعد غياب دام 24 سنة، لكن كل الآمال تبخرت خلال سنة ,2011 حيث اختار بوفرة وزياني وبلحاج الوجهة القطرية التي لا تسمن ولا تغني من جوع، بل عجّلت بأفول نجم المنتخب، الذي تعهد المدرب الوطني الجديد وحيد حاليلوزيتش بسطوعه من جديد· فيغولي يختار الألوان الوطنية وبلفوضيل وفيّ للديكة ويواجه إسرائيل ستطوي الجماهير الجزائرية سنة 2011 بخبر سار ينعش القلوب والمتمثل في انضمام اللاعب الحالي لفالنسيا الإسباني سفيان فيغولي، الذي وافق على تقمص ألوان المنتخب الجزائري بعد طول انتظار، لينعش بذلك الآمال في بلوغ الخضر عتبة نهائيات أمم إفريقيا 2013 ومونديال .2014 في المقابل من ذلك واصل اللاعب الجزائري الآخر إسحاق بلفوضيل رفضه لتقمص الألوان الوطنية ووفائه لمنتخب الديكة للآمال، وخيب هذا اللاعب كامل آمال الجمهور الجزائري حين تنقل إلي الأراضي المحتلة رفقة المنتخب الفرنسي للآمال لمواجهة المنتخب الإسرائيلي في سابقة من نوعها بالنسبة لتاريخ اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية، ليقطع هذا اللاعب دابر الشك باليقين ويعلن عدائه لألوان الخضر، ماجعل الجميع يشكك في وطنيته· وفاق سطيف يقضي على أحلام ”فريق الأحلام” شهدت نهاية سنة 2011 اعتلاء وفاق سطيف إلى المرتبة الأولى في مرحلة ذهاب الرابطة الأولى المحترفة لموسم 20112012 متفوقا بفارق الأهداف على اتحاد العاصمة أو بالأحرى فريق الأحلام كما يحلو للبعض تسميته، وذلك بالنظر إلى الملايير التي أنفقتها إدارة هذا النادي في انتداب الأسماء،· في حين أن وفاق سطيف غير من سياسته التي كانت معتمدة أساسا على استقدام النجوم وفاز بالمرحلة الشتوية بفريق شاب مكون أساسا من لاعبين مغمورين، مع الاعتماد على بعض المخضرمين كجابو، عودية، حشود وديس الذين كانت لهم الكلمة الأخيرة في الجولة الختامية بتفوقهم على اتحاد العاصمة بثلاثة أهداف لهدفين على ملعب سطيف· الجزائر تكتفي بالمركز الرابع في بطولة إفريقيا للمحليين اكتفى المنتخب الوطني المحلي بالمركز الرابع في الطبعة الثانية من بطولة إفريقيا للمحليين التي جرت في السودان بعد أن خسر الخضر تحت قيادة عبد الحق بن شيخة في المباراة الترتيبية أمام البلد المنظم بهدف دون رد· وكان رفقاء عبد المومن جابو أقصي في الدور نصف النهائي على يد حامل اللقب المنتخب التونسي بضربات الجزاء بعد أن انتهى الوقتان الرسمي والإضافي بالتعادل الإيجابي بهدف في كل شبكة· جمعية الشلف تفوز بأول بطولة احترافيةوالكناري يظفر بالكأس وتميزت سنة 2011 بفوز جمعية الشلف بأول بطولة احترافية في الجزائر بعد أن أطلقت الاتحادية مشروع الاحتراف في الجزائر، في حين حصدت شبيبة القبائل مسابقة كأس الجمهورية لسنة 2011 بعد تجاوزها لاتحاد الحراش في المباراة النهائية بهدف دون رد حمل توقيع حميتي في الشوط الثاني من المباراة· روراوة ينتخب في المجلس التنفيذي للفيفا وقرباج أول رئيس للرابطة المحترفة كانت سنة 2011 فأل خير على مسيري الرياضة الجزائرية، حيث انتخب محمد روراوة في الثالث والعشرين من فيفري في المجلس التنفيذي للفيفا لأول مرة في تاريخ الكرة الجزائرية، وكان ذلك في العاصمة السودانية الخرطوم· من جهته أصبح محفوظ قرباج أول رئيس للرابطة المحترفة بعد انتخابه في الثالث جويلية رئيسا بعد استحداثها وإطلاق مشروع الاحتراف في الجزائر· كما شهدت نهاية سنة 2011 استقالة نائب رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار بسبب خلافاته مع قرباج، الأمر الذي أسال الكثير من الحبر على صفحات الجرائد بسبب التسريحات النارية لمدوار الذي نعت قرباج بالمنافق·
العنف يبلغ ذروته في 2011 والحصيلة وفاة مناصر المولودية ”ديغا” كانت وفاة مناصر المولودية في مدرجات ملعب 5 جويلية بعد اعتداء جبان بالسلاح الأبيض، أهم ما ميز سنة ,2011 لا سيما وأن الملقب ب ”ديغا” لقظ أنفاسه الأخيرة بعد نزيف دموي حاد، وهو الأمر الذي يوحي أن العنف في الملاعب وصل ذروته في هذا العام، رغم الحملة التحسيسية التي شنتها السلطات العليا بحرمانها للمناصرين من إدخال معهم الألعاب النارية والشماريخ مع خضوعهم لعملية تفتيش صارمة عند مدخل المدرج· ورغم أن أنصار الأندية العاصمية الأخرى تضامنت كلها بعد وفاة المناصر”ديغا”، إلا أن رحيله في سن يناهز 18 سنة يبقى نقطة سوداء هذا الموسم· سفيان·ب