تمكّنت مصالح الشرطة الجنائية لأمن ولاية عنابة، من إلقاء القبض على الشاب القاتل الذي ارتكب ليلة رأس السنة الميلادية، بحي سيدي سالم الشعبي، جريمة قتل همجية في حق شاب آخر في مقتبل العمر، لا يتجاوز سنه 23 سنة، تلقى من الجاني طعنات خنجر في الرقبة، لم يفلح الأطباء بمستشفى ابن رشد الجامعي في إنقاذه ليفارق الحياة. وأوضحت مصادر أمنية بأن الجريمة التي راح ضحيتها الشاب، نفذها الجاني وهو من سكان نفس الحي، بعد نشوب شجار بينه وبين الضحية لأسباب قيل إنها تافهة، حيث كان شبان الحي الحاضرون وقت الحادثة يعتقدون أن الأمر لا يعدو أن يكون سوء تفاهم لا يلبث الطرفان أن يتجاوزاه، ليفاجأ الجميع بإقدام الجاني على سحب خنجر من سترته وتوجيه عدة ضربات مباشرة إلى عنق الشاب الآخر مزقت رقبته أمام مرأى الجميع، قبل أن يلوذ القاتل بالفرار. وفور حدوث الفاجعة، تنقلت مصالح الحماية المدنية والأمن إلى عين المكان، وتم نقل الضحية إلى المستشفى، حيث فارق الحياة لحظات بعد وصوله، لتباشر مصالح الشرطة الجنائية التحقيق في الجريمة بعد التعرف على هوية القاتل المعروف من طرف سكان الحي ليتم توقيفه واعتقاله. وبهذه الجريمة تكون ولاية عنابة قد دشنت السنة الميلادية الجديدة بالدماء، لتسجل الجريمة رقم 23 في ظرف سنة واحدة، آخرها كانت جريمة قتل أخرى وقعت في الأسبوع الأخير من السنة المنصرمة، حين أقدم شاب آخر، بحي القنطرة ببلدية سيدي عمار، لا يتجاوز سنه 30 سنة، على قتل صديقه بسبع طعنات خنجر أرداه قتيلا، من أجل سوء تفاهم حدث بينهما حول هاتف نقال، ليختتم بذلك سنة دامية عرفتها عنابة وشهدت أحياءها العديد من الشجارات لأتفه الأسباب، تنتهي كلها بالقتل باستعمال الأسلحة البيضاء، علاوة على جرائم القتل التي يرتكبها أشخاص بالغين، سواء لتصفية حسابات بينهم أو للانتقام حتى من أقرب الناس منهم من أفراد عائلاتهم، وهو ما حدث بعنابة حين أقدم أب، في العقد الرابع من عمره، على ارتكاب جريمة قتل بشعة في حق ابنته القاصر التي لا يتجاوز سنها 16 سنة، حيث قام بذبحها من الوريد إلى الوريد قرب مسكن العائلة بحي حجر الديس بلدية سيدي عمار، ورمى بجثثها أمام مجمع القمامات، ليبرر بعدها فعلته الشنيعة بشكوك راودته حول سلوك ابنته. كل هذه الجرائم والسلوكات العنيفة والدامية، تثير دهشة واستغراب العاملين بمصالح الأمن وبجهاز العدالة بعنابة، خاصة منهم الإطارات الجديدة الحديثة التعيين بالولاية، بحيث لا يفهم الكثيرون منهم سبب هذا العنف والسلوكات الإجرامية الشائعة بهذه الولاية، التي تسير ببطء لاكتساب سمعة سيئة بكونها أخطر ولاية بشرق البلاد، بعد أن قطعت شوطا كبيرا نحو تحقيق رقم قياسي وطني في عدد جرائم القتل الهمجية والمجانية، التي تزج بالعشرات من الشبان سنويا في غياهب السجن وتلقي بضحاياهم في مقتبل العمر في المقابر.