الموت الكلمة التي تهز القلوب وتخشع لها النفوس وترجف لها الأبدان ويهابها الشجعان وإن كانت قدرا محتوما وقضاء إلهيا وحقا يقينا لا فرار من مواجهته، أصبح عاديا أن نسمع عن جرائم القتل أو أن نرى جثث أشخاص ضحاياها بل لا يغيب يوم دون أن يسيل حبر الأقلام على صفحات الجرائد اليومية لتحرير مقالات عن القتل ارتكبت بسبب نزاعات تافهة وفي جلسات خمر وأخرى لدوافع عاطفية أو لرد الثأر أمام استفحال ظاهرة حرب السكاكين والخناجر بعنابة والتي تسفر في كل مرّة عن مقتل شخص ارتأت “آخر ساعة” لعرض أحداث جرائم قتل من الواقع شهدتها مناطق عديدة ومتفرقة من الولاية وخلفت أثارا لا تمحى من مخيلات كل من تربطه بها صلة أو عايشها أو حتى سردت على مسامعه. مجهولون يذبحون مغتربا وزوجته من الوريد إلى الوريد وأخرى تذبح عموديا اقترفت بولاية عنابة العديد من الجرائم، أبشعها تلك التي راح ضحيتها مغترب وزوجته بتاريخ 2010/09/15 على يد مجهولين أقدموا على ذبحهما من الوريد إلى الوريد بمقر سكناهما الواقع بمحاذاة مركز الأعمال نوميديا وهي الحادثة التي تعود أطوارها إلى الشكوك التي راودت أم الزوجة بعد اختفاءها المفاجئ مدة أسبوع وعدم ردها على المكالمات الهاتفية، الأمر الذي دفعها لإرسال الأخ الأكبر للتنقل إلى مقر سكن الضحية لتفقدها أين اصطدم فور وصوله برائحة كريهة منبعثة من الداخل سارع على إثرها إلى إخطار المصالح الأمنية التي تنقلت مرفوقة بوحدات الحماية المدنية ليصنع مسرح الحادث الخبر الذي نزل كالصاعقة على أهل الزوجين عقب العثور عليهما يسبحان وسط بركة من الدماء بعد أن أجهز عليهما ذبحا لتستمر سلسلة الجرائم ليهتز حي 300 مسكن بالفخارين بتاريخ 2010/10/17 على وقع جريمة لا تقل بشاعة عن الحادثة الأولى، راحت ضحيتها امرأة في العقد الرابع من عمرها تعرضت لأزيد من 20 طعنة خنجر على مستوى كامل جسدها قبل أن يجهز عليها ذبحا على مستوى الرقبة عموديا هذا وإصابتها بجروح وكدمات نتيجة مقاومة الضحية للجاني أو الجناة بشدة. الجدير بالذكر أن هاذين الحادثين المروعين لا يزالا قيد التحقيق لحد كتابة هذه الأسطر لإزاله اللبس الذي يكتنفهما والتوصل إلى حل لغزيهما المحير. شاب يقتل ب 62 طعنة ويرمى في خندق وآخر يتوفى بعدما بترت ذراعاه بسيف استيقظ سكان شاطئ رفاس زهوان بعنابة بتاريخ 2010.09.22 على وقع جريمة قتل شنعاء راح ضحيتها شاب في العقد الثاني من عمره متأثرا بجروحه البليغة إثر تلقيه 62 طعنة خنجر على مستوى الصدر والبطن على يد رفيقه الذي سلم نفسه إلى الجهات الأمنية فور رميه للضحية الذي قتله داخل خندق بمحاذاة موقف سيارات بالشاطئ السالف الذكر. أما بتاريخ 2010.09.02 فقد كان حي سيدي سالم التابع إداريا لبلدية البوني وبالتحديد بمنطقة بوخميرة 02 مسرحا لحادثة أكثر فظاعة راح ضحيتها شاب يبلغ من العمر 18 سنة إثر تلقيه لضربات خطيرة بواسطة سيف على مستوى كتفيه أدت إلى بتر ذراعيه والتي كانت كافية ليلفظ أنفاسه بعد أقل من 48 ساعة من دخوله في مواجهات دموية مع الجاني صاحب ال30 سنة وهو أب لثلاثة أطفال عقب إقدام الضحية على استفزازه واعتراض سبيله في كل مرة تحت طائلة التهديدات بالأسلحة البيضاء المحظورة حيث لم يتمالك أعصابه بعد أن استدرج الشاب وانقض عليه بالضرب بواسطة سيف إلى أن بترت ذراعه. حرب السكاكين تسقط رأسين بريزي عمر وtca أسفرت معركتان داميتان بكل من ريزي عمر وحي 01 ماي عن سقوط ضحيتين عقب مواجهات استعملت فيها السكاكين بمختلف أشكالها وأحجامها حيث خلف شجار عنيف وقع بحي 01 ماي “TCA” ببلدية البوني وذلك بتاريخ 2010.08.26 مقتل شاب يبلغ من العمر 27 سنة إثر تلقيه طعنة خنجر على مستوى الصدر على يد شاب خلال مواجهات دامية تفاصيلها تعود إلى المناوشات التي وقعت بين شاب يقطن بحي الشابية وأهل زوجته خلال الزيارة العائلية التي قادته إلى بيتهم الواقع ب “TCA” والتي دفعت به للخروج أمام المنزل والتلفظ بالشتائم وعبارات بذيئة أثارت حفيظة أحد الجيران الذي دخل معه في شجار باستعمال الأيدي ليتم فض النزاع غير أن صهر العائلة استعان بمجموعة من الشباب كان بينهم الضحية الذي قتل لرد الإعتبار له حيث تحول مجرى الشجار وخرج عن السيطرة أشهر خلاله الجار البالغ من العمر 24 سنة خنجرا ووجه لأحد الشباب ضمن المجموعة طعنة أردته قتيلا بعين المكان. وبشاطئ ريزي عمر لفظ شاب في العقد الثاني من العمر أنفاسه الأخيرة متأثرا بجراح عميقة إثر تلقيه ضربات حادة على مستوى الرأس والوجه واليدين عقب شجار دامي دار بينه وبين مجموعة من الشباب اعترضوا طريقه مدجحين بالأسلحة البيضاء المحظورة لرد الاعتبار لصديقهم الذي تعرض للضرب المبرح على يد الضحية الذي فارق الحياة ساعات قلائل من هجوم أفراد المجموعة عليه على أسرة مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي ابن رشد التي نقل لها على جناح السرعة لتلقي الإسعافات والخضوع للعناية المركزة فور تلقيه الطعنات التي كانت كافية ليفارق الحياة. طعنة على مستوى الفخذ تضع حدا لحياة شابين عاش حي الشابية ببلدية البوني بتاريخ 2010/06/12 على وقع جريمة قتل غامضة راح ضحيتها شاب في العقد الثالث من عمره متأثرا بجرحه العميق إثر تلقيه طعنة على مستوى الفخذ بواسطة سكين على يد مجهولين كانوا رفقته على متن سيارة قتلوه ورموا به ثم لاذوا بالفرار تاركينه يتخبطه وسط دمائه على حافة جسر أول ماي. من جهته اهتز حي إيليزا بتاريخ 2010/09/23 على وقع فاجعة مفارقة ابن يبلغ 18 سنة من عمره الحياة تلقى طعنة سكين على مستوى فخذه الأيمن من قبل جاره أشهر خنجره خلال مشاجرات وقعت بينهما موجها ضربة للضحية والتي كانت كافية لجعله يتنقل وهو ينزف بشدة إلى مصلحة الاستعجالات، أين خضع بعدها إلى عملية جراحية مستعجلة لوقف النزيف الحاد الذي أفقده كمية كبيرة من دمائه غير أن القدر شاء أن يجعل آجاله تنتهي ساعات من وقوع الحادثة. قائمة الجرائم تضاف لها التي راح ضحيتها شاب يبلغ 20سنة من عمره والذي قتل بطعنة على مستوى الصدر بتاريخ 2010/08/13 عقب اندلاع شجار بينه وبين شاب يبلغ 21سنة بحي مرزوق عمار “القنطرة” عندما توجه الضحية للمطالبة بالمبلغ الذي كان قد أقرضه للجاني. سلسلة الجرائم التي سجلت خلال ثلاثة أشهر الأخيرة من السنة الجارية على مستوى الولاية والتي ارتكبت في حق عشرة أشخاص من الجنسين تتراوح أعمارهم ما بين 18سنة و62سنة حل لغز عدد منها فقط في حين لا تزال التحقيقات متواصلة لكشف ملابسات البقية. فاطمة الزهراء عمارة