عودة الخلافات بين حماس وفتح تهدد مستقبل الانتخابات الفلسطينية بالفشل وجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسالة إلى نظيره التونسي منصف المرزوقي اعتذر له فيها عن تلبية دعوة رسمية لزيارة تونس للمشاركة في احتفالات مرور عام على الثورة التونسية. وتأتي هذه الخطوة وسط تقارير تحدثت عن غضب فلسطيني رسمي إزاء الزيارة التي يقوم بها رئيس الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس إسماعيل هنية منذ خمسة أيام إلى تونس وما حظي خلالها من استقبال رسمي من دون التنسيق بشأنها مع السلطة الفلسطينية. أعلن وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكى، أمس، أن الرئيس محمود عباس سيقوم بزيارة رسمية إلى كل من بريطانيا وألمانيا وروسيا منتصف هذا الشهر، لبحث تطورات عملية السلام مع إسرائيل. وقال المالكى لإذاعة “صوت فلسطين” إن محمود عباس لن يزور تونس ، مشيرا إلى أن عباس سيبدأ جولته في 13 من الشهر الجاري وتشمل لقاء كبار المسؤولين في البلدان الثلاثة، وذكر المالكي أن الجولة تبحث تطورات عملية السلام وجهود استئناف محادثات السلام مع إسرائيل إلى جانب الملف الفلسطيني لنيل عضوية كاملة لدى الأممالمتحدة. وقال المالكى إنه سيزور تونس نيابة عن عباس للمشاركة في الاحتفالات ولقاء كبار المسؤولين فيها. وكان السفير لطفي الملولي، ممثل تونس لدى السلطة الفلسطينية سلم أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم دعوة من المرزوقى لعباس من أجل زيارة تونس للمشاركة في احتفالات الذكرى الأولى ل”ثورة 14 جانفي” التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن على. وأوضح أن عباس بعث برسالة بهذا الخصوص إلى نظيره التونسي المنصف المرزوقى “أكد فيها على موقف وتلاحم العلاقات التاريخية ما بين الشعبين التونسي والفلسطيني واعتذاره عن تلبية الدعوة التونسية”. من جهته ، قال إسماعيل هنية، خلال زيارته إلى تونس إن الثورات العربية أعادت للأمة مجدها وعزتها، مضيفا أن التيارات الإسلامية هي التى ستصنع الشرق الأوسط الجديد. في سياق المصالحة الفلسطينية، وصف القيادى البارز فى حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الدكتور محمود الزهار، تصعيد حركة فتح للخلاف مع حركته بأنه “مفتعل”، ويضر بعملية المصالحة الفلسطينية. وزادت فتح من هجومها على مدى اليومين الماضيين على حماس بعد منع وفدها من دخول قطاع غزة ظهر الجمعة الماضي، وهو ما نفته حماس لاحقا. وأوضح الزهار أن قدوم وفد حركة فتح لقطاع غزة كان توقيته خاطئ. وأضاف الزهار أن هذا التوتر يضر بتطبيق ملفات المصالحة التى اتفق عليها خلال لقاءات القاهرة، منبها إلى “أننا لا نستطيع إقناع الشعب الفلسطينى بأن هناك مصالحة جادة في ظل هذه الأجواء غير الملائمة”. وحول ما ستقدمه حماس لتنفيذ المصالحة تطبيقا للمهلة التى منحت للحركتين من لجنة الحريات حتى 15 جانفي الجارى لإثبات حسن النوايا، قال قيادى حماس: “إن حركته ستقدم خطوة مقابل الخطوة المقدمة من فتح ولن تزيد”. وفيما يتعلق بالانتخابات المقبلة والمقررة في ماي القادم، استبعد الزهار تحقيقها في ظل وجود حكومتين فى الضفة وقطاع غزة. وكانت حركة فتح قد دعت حماس إلى الاعتذار عن منع وفدها من الدخول لغزة، وهو ما رفضته الأخيرة التى اتهمت أحد قيادات فتح بسب الذات الإلهية وطلبت محاكمته على ذلك.