أوضح مواطنون يقطنون بقرية أولاد عربي ببلدية الميلية ل "الفجر" بأن أحوالهم لم تتحسن ولم ترتق نحو الأفضل، لا لشيء سوى لأن منطقتهم لم تظفر بنصيبها من التنمية، إذ يقولون بأن غياب ممثل لقريتهم في المجلس البلدي الحالي قد ساهم بقسط وافر في تهميشهم وإقصائهم عكس قرى وتجمعات سكانية أخرى التي شهدت تطورات هامة في مختلف الميادين. ويتساءل السكان في هذا الصدد عن سر تهميش القرية من قبل كل الرؤساء الذين تداولوا على كرسي البلدية، على اعتبار أن المشاريع التي استفادت منها خلال عقد الستينيات من القرن الماضي إلى يومنا هذا، تعد على أصابع اليد. ولولا اعتماد السكان على أنفسهم في جانب المعيشة عن طريق ممارسة الزراعة والرعي التقليدي، لوقعت الكارثة في قرية لا تبعد عن مقر البلدية إلا ببضع كيلومترات فقط. وتأتي أزمة المياه الصالحة للشرب في صدارة المشاكل، التي تؤرق سكان القرية لكونهم ما زالوا يتزودون بمياه عبر قناة مهترئة وملوثة، إلى حد أن الماء الذي يشربونه - حسبهم - يميل لونه إلى السواد. ورغم شكاوى ناس القرية، إلا أن المصالح المعنية لم تحرك ساكنا. وما زاد في آلامهم هو التنقل المتواصل والمستمر إلى عيادات ومستشفى منتوري للاستفادة من الخدمات الصحية المختلفة، والتي لا تزال مفقودة عبر قاعة العلاج التي فتحت بالمنطقة. وفي ذات السياق، يطالب مواطنو هذه القرية من السلطات المعنية ربط بيوتهم بشبكة الغاز الطبيعي، لا سيما وأن الشبكة قد تم تمديدها مؤخرا إلى غاية حي تانفدور المجاور. وفي سياق متصل، تأسف تلاميذ القرية عن عدم حل مشكلتهم، حيث إن تخرجهم من المدارس الابتدائية بعد إنهاء مرحلة التعليم الابتدائي يدفعهم للتنقل اليومي إلى مدينة الميلية، لمزاولة الدراسة بالمتوسطات وبعد ذلك بالثانويات، وهو ما يكلفهم مبالغ هامة تقتطع من جيوب أوليائهم لتغطية تكاليف النقل والتغذية. كما أن الفرع البلدي الذي أنشئ بالقرية لم يؤد دوره في تقديم الخدمات الإدارية للمواطنين، الذين لا يزالون يقطعون أزيد من 10 كلم، لاستخراج العديد من الوثائق وحتى الأوراق الإدارية التي تحرر بالفرع البلدي - كما قيل لنا - يضطر موظفوه إلى نقلها نحو بلدية الميلية الأم لتوقيعها وإمضائها. وهنا يستفسر عديد المواطنين عن تردد رئيس البلدية عن تفويض موظف ينوب عنه للتوقيع على الوثائق، وبالتالي ضمان سرعة إنجازها وتوزيعها على أصحابها، فيما يطالب مواطنو المنطقة السلطات الولائية بالتدخل لتشغيل الفرع البلدي وتفعيله. وعلى صعيد آخر، اعترف رئيس البلدية بوجود نقائص على مستوى قرية أولاد عربي كغيرها من القرى التابعة للبلدية، لأنه من المستحيل - حسب رأيه - أن يتم القضاء على جميع المشاكل دفعة واحدة، مضيفا بأن هذا لا يعني تهميش القرية لكونها استفادت من مشاريع هامة وفي مقدمتها تعبيد الطريق الذي يربطها بمركز البلدية، وكذا بناء عدة مرافق عمومية وخدماتية على غرار العيادة والفرع البلدي الذي سيتم تفعيل دوره قريبا. كما تعتزم إدارة البلدية تسجيل مشروع ربط بيوت المنطقة بشبكة المياه انطلاقا من سد بوسيابة الذي أنجزته شركة برتغالية.