يشتكي مواطنو قرية أولاد عربي، التابعة لإقليم بلدية الميلية بجيجل، من مشاكل عدة عكّرت صفوحياتهم اليومية، ناجمة عن تلوث الماء الشروب وتدهور الخدمات الصحية وانعدام المرافق التعليمية، ناهيك عن جمود الفرع الإداري الذي بني بالمنطقة بأموال طائلة من دون أن يستفيد منه المواطنون، الذين يضطرون لزيارة مصالح البلدية الأم بغية استخراج أبسط الوثائق الإدارية أوالمصاقة عليها. أوضح مواطنون يقطنون بقرية أولاد عربي ببلدية الميلية أن أحوالهم لم تتحسّن ولم ترتق نحو الأفضل، لا لشيء سوى لأن منطقتهم لم تظفر بنصيبها من التنمية، إذ يقولون بأن غياب ممثل قريتهم في المجلس البلدي الحالي، ساهم بقسط وافر في تهميشهم وإقصائهم عكس قرى وتجمعات سكانية أخرى شهدت تطورات هامة في مختلف الميادين. وتساءلوا في ذات الوقت عن سر تهميش القرية من قبل كل الرؤساء الذين تداولوا على كرسي البلدية، على اعتبار أن المشاريع التي استفادت منها القرية منذ الاستقلال إلى يومنا هذا تعد على أصابع اليد، ولولا اعتماد السكان على أنفسهم في جانب المعيشة عن طريق ممارسة الزراعة والرعي التقليدي لوقعت الكارثة في قرية لا تبعد عن مقر البلدية إلا ببضع كيلومترات فقط.وتأتي أزمة المياه الصالحة للشرب في صدارة المشاكل التي تؤرق سكان القرية كونهم ما زالوا يتزودون بمياه عبر قناة مهترئة وملوثة، إلى حد أن الماء الذي يشربونه حسب قولهم يميل لونه إلى السواد، ورغم شكاوى أهالي القرية، إلا أن المصالح المعنية بحفظ صحة مواطني القرية بذات البلدية لم تحرك ساكنا. وما زاد في آلامهم، هو التنقل المتواصل والمستمر إلى عيادات ومستشفى منتوري للاستفادة من الخدمات الصحية المختلفة التي لا تزال مفقودة عبر قاعة العلاج التي فتحت بالمنطقة. وفي ذات السياق، يطالب سكان القرية الهادئة السلطات المعنية ربط بيوتهم بشبكة الغاز الطبيعي، لاسيما وأن الشبكة قد تم تمديدها إلى غاية حي تانفدور غير البعيد عن القرية. وفي سياق متصل، تأسف تلاميذ القرية عن عدم حل مشكلتهم، فتخرجهم من المدارس الابتدائية بعد إنهاء مرحلة التعليم الابتدائي يدفعهم للتنقل اليومي إلى مدينة الميلية لمزاولة الدراسة بالمتوسطات، وبعد ذلك بالثانويات، وهو ما يكلّفهم مبالغ هامة تقتطع من جيوب أوليائهم لتغطية تكاليف النقل والتغذية، ناهيك عن المشاكل الأخرى التي تعترضهم بين الحين والآخر، لاسيما بالنسبة للفتيات اللواتي يتعرضن للمضايقات والمعاكسات على مستوى الطرق التي يقطعونها بين مؤسساتهم والمحطة، وكذا تأثير الوقت المتأخر لخروجهم من بعض المتوسطات على الساعة الخامسة ونصف مساء. وفي الوقت الذي تتغنى فيه السلطات العليا بمبدأ تقريب الإدارة من المواطن والإصغاء لانشغالات المواطنين وحل مشاكلهم، إلا أن ذلك يبقى حلما بعيد المنال، على اعتبار أن الفرع البلدي الذي أنشئ بالقرية لم يؤدِ دوره في خدمة المواطنين الذين لا يزالون يقطعون أزيد من 10 كلم لاستخراج العديد من الوثائق وحتى الأوراق الإدارية التي تحرر بالفرع البلدي. ويضطر موظفوه إلى نقلها إلى بلدية الميلية الأم لتوقيعها وإمضائها حسب تعبير السكان. وهنا يستفسر عديد المواطنين عن تردد رئيس البلدية عن تفويض موظف ينوب عنه للتوقيع على الوثائق وبالتالي ضمان سرعة إنجازها وتوزيعها على أصحابها، حيث يطالب مواطنوالمنطقة والي الولاية التدخل لتشغيل الفرع البلدي وتفعيله.وعلى صعيد آخر، اعترف رئيس البلدية بوجود بعض النقائص بقرية أولاد عربي كغيرها من القرى التابعة للبلدية، لأنه من المستحيل أن يتم القضاء على جميع المشاكل دفعة واحدة، مضيفا بأن هذا لا يعني تهميش القرية لكونها استفادت من مشاريع هامة وفي مقدمتها تعبيد الطريق الذي يربطها بمركز البلدية وكذا بناء عدة مرافق عمومية وخدماتية، على غرار العيادة والفرع البلدي الذي سيتم تفعيل دوره قريبا، كما تعتزم إدارة البلدية تسجيل مشروع ربط بيوت المنطقة بشبكة المياه التي ستتغذى من سد بوسيابة المجاور للقرية المذكورة.